فمن رأي أنّهما دالّتان على المعنيين دلالة مستقلّة مفصّلة ذهب إلى التركيب التفصيليّ.
و من رأي أن الهيئة وضعت لأجل قلت المادّة من البشرط لائيّة و تعصّي الحمل إلى اللا بشرطيّة الغير المتعصّية عنه، ذهب إلى البساطة المحضة الغير القابلة للانحلال العقلي [1].
و من رأي أنّهما موضوعتان لمعنيين يكون نحو وجودهما في الخارج و الذهن و مقام الدلالة و الدالّية و المدلوليّة بنحو من الوحدة القابلة للتحليل ذهب إلى البساطة القابلة له [2].
و ظني أنّ المسألة ذات قولين، و لا أظن بأحد يرى التركيب التفصيليّ.
ثم إن القائلين بالتركيب اختلفوا في أنّ تركيبه من الذات و الحدث و النسبة [3]، أو من الحدث و النسبة [4]، أو الحدث و الذات [5] .. إلى غير ذلك.
و الظاهر أنّ القول بالبساطة المحضة يرجع إلى التركيب الانحلالي و إن غفل عنه قائله، فإنّ غاية ما يمكن أن يتصوّر في ذلك هو أن الهيئة لم توضع
[1] شرح التجريد- حاشية المحقق الدواني: 85، الحاشية على كفاية الأصول 1: 140 و 142.