responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول مهذبة المؤلف : التبريزي، غلام حسين    الجزء : 1  صفحة : 4

و أخفش و أمثالهما ثم انتقلت الفضيلة و السيادة إلى علم المعاني و البيان فألفوا في هذه الصناعة كتبا مطولة مشروحة بشروح كثيرة مطنبة فكلما نبغ في هذا العلم نابغ أشاروا إليه بالبنان و أقبل إليه الناس من الصقع و من كل مكان و هكذا كانت تلك السيادة في برهة من الأزمنة باقتضاء الأحوال و الأمكنة في علم الفلسفة و الرياضيات و الحكمة و بعد الوحيد البهبهاني (قدس سره) انتقلت تلك السيادة في الشيعة إلى علم أصول الفقه الذي كان في بدئه مقدمة للفقه فحاز السبق من ذي المقدمة و ظن أنه أعلى و أشرف مننه و أنه الغاية العظمى و المقصد الأسنى فأقبل المحصلون إليه بجد و اشتياق حتى غفل بعضهم عن علم الفقه الذي هو بعد علم الكلام أشرف العلوم و أهمها و أوجبها فكانوا يشتغلون و يباحثون في المعنى الحرفي شهرين مثلا و في مقدمة الواجب ستة أشهر و في موضوع العلم و تعريفه أياما و أحقابا و يطنبون في تنقيح مباحث الأصول التي أكثرها فطريات و ارتكازيات غاية الإطناب و كان لا يكون أحد منهم مجتهدا في هذا العلم كله إلا بعد تضييع أعوام كثيرة من عمره بل كان اجتهاده بعد صرف عمره في ذلك العلم عشرين سنة مثلا. في ريب و ارتياب كما هو المشهود المحسوس لكل من له أدنى خبروية و اطلاع فلذا غفل بعضهم عن الفقه و التفسير و الحديث و سائر العلوم المهمة اللازمة فلو أنهم اقتصروا على مقدميته المحضة كما هو دأب (1) علمائنا السابقين (رضوان اللّه عليهم)


(1) و نزيدك وضوحا أن الشيخ الطوسي و المحقق و العلامة و الشهيدين و أمثالهم رضوان‌

اسم الکتاب : أصول مهذبة المؤلف : التبريزي، غلام حسين    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست