اسم الکتاب : اصول الاستنباط فى اصول الفقه المؤلف : الحيدري، السيد علي نقي الجزء : 1 صفحة : 190
و جوابه : أن العلم الاجمالي منحل بمعرفة كثير من المخصصات`و
الناسخات و الشك في غير ذلك بدوى . و لأجل هذا العلم الاجمالي` و
لماورد من ذم من مفسر الكتاب برأيه بلا معرفة المفسر و الناسخ و القرائن`
أوجبنا الفحص عن ذلك قبل الأخذ بالظاهر` .
و احتج الأصوليون على الجواز بأخبار الأمر بالتمسك بالقرآن
كأخبار` الثقلين و بأخبار عرض المتعارضات على الكتاب و بعض أخبار
التوجيه في` الاستنباط الى القرآن كقول الامام الصادق - عليه السلام -
لمن سأله عن` حكم الوضوء لمن عثر فوقع ظفره فجعل على إصبعه مرارة : (( إن هذا و شبهه` يعرف من كتاب الله : ما جعل عليكم في الدين من حرج 1 امسح عليه )) `
و أمثال ذلك مما توجب الاطمئنان بجواز الأخذ بظواهر الايات الواضحة
التي` لا غموض في معناها و في مؤداها بعد الفحص عن شارحها مما ورد عنهم`
عليهم السلام و ذلك لوضوح أن طريقة الشارع في كتابه المجيد و إن لم تكن`
هي عين طريقة سائر أهل المحاورات في محاوراتهم ولكنه لم يقصد` بالكتاب
- فيالايات الظاهرة و الواضحة - خصوص المنزل عليه الذكر و آله` الراسخين
في العلم بل أراد إفهام العارفين من البشر ظواهر حكمه و أحكامه` و
أنظمته و دساتيره` .
و أما استدلال الأصولين بالأخبار الكثيرة الواردة في مقامات
احتجاج` الامام - عليه السلام - ببعض الايات و استدلالاته بها فلي فيه
نظر لأن` احتجاجه - عليه السلام - بالايات إنما هو لأجل انه من الراسخين
في العلم` الذين هم أهل القرآن و لا يدل ظاهرا على الارشاد الى الاستنباط
منها كما`
1 . سورة الحج : الاية 78 .
اسم الکتاب : اصول الاستنباط فى اصول الفقه المؤلف : الحيدري، السيد علي نقي الجزء : 1 صفحة : 190