التعادل
والتراجيح غير خفي ان مبحث التعارض من أهم المباحث الأصولية، حيث يتفرع
عليه كثير من المسائل الفقهية، لوجود روايات متعارضة فيها. والكلام فيه يقع
في مقامين: أحدهما: في بيان معنى التعارض.
ثانيهما: في بيان حكم المتعارضين، وانه هو التساقط أو الأخذ بأحدهما تعيينا أو تخييرا.
أما المقام الأول: في معنى التعارض وأقسامه وفرقه عن التزاحم
فالتعارض عبارة عن تنافي مدلولي الدليلين بالذات أو بالعرض، بالتناقض أو التضاد الراجع إلى التناقض.
توضيحه: ان الدليلين قد لا يكون بينهما ارتباط، لاختلاف موضوعيهما.
و أخرى: يكون بينهما تناف. والتنافي قد يكون بين مدلولهما المطابقي
بالتناقض، كما ورد في دليل ان العصير العنبي نجس أو حرام، وفي دليل آخر انه
ليس بحرام أو ليس بنجس. وقد يكون بالتضاد، كما ورد في دليل نجاسة شيء أو
حرمته، وفي آخر طهارته أو إباحته. فان المراد من المدلول المطابقي في
المقام ما يعم المدلول الالتزامي العرفي، فان طهارة شيء تستلزم عرفا عدم
نجاسته، وكذا العكس،