الوجود الممكن والواجب على بعض الأقوال، ونحن نريد تصوير الجامع بين أجزاء المركب الخاصّ.
ثانيا: انه لا ريب في ان هذه المركبات كالصلاة مثلا من الماهيات وليست من
قبيل الوجود، ولذا يحمل عليها الوجود تارة، ويقال الصلاة موجودة، والعدم
أخرى، فيقال الصلاة معدومة.
و بالجملة المؤثر انما هو الوجودات المتباينة، فلا يمكن تصوير جامع حقيقي
بين وجودات أجزاء صلاة واحدة، فكيف تصويره بين جميع افراد المركب.
و مما قيل في تصويره أيضا ما عن بعض أعاظم مشايخنا قدّس سرّه وهو أيضا
تصويره من ناحية الأثر لكن لا بالتقريب المتقدم، وحاصل ذلك: ان من الألفاظ
ما يكون موضوعا للماهية اللابشرط عن جميع العوارض والخصوصيات كما هو
الغالب، مثل لفظ الإنسان والفرس والبقر، ومنها ما يكون موضوعا لشيء مبهم
من جميع الجهات إلاّ من حيث اتصافه ببعض الاعراض، مثل لفظي الغداء والعشاء ،
فانهما موضوعان لما يؤكل في وقت خاص مبهم من حيث كونهما من الحنطة أو من
الشعير أو من الرز، ومثل الخمر فانه موضوع لما يسكر مبهم من حيث كونه متخذا
من التمر، أو من الزبيب، أو من الشعير، أو الحنطة، وهكذا لفظ المعجون فانه
على ما قيل موضوع لما فيه أصل مبهم من سائر الجهات، فألفاظ العبادات أيضا
تكون من هذا القبيل، مثلا لفظ الصلاة موضوع لعبادة موظفة في وقت خاص أو
مؤثر في الأثر المخصوص، مبهم من سائر الجهات[1]انتهى.
و الحاصل: انّ تصوير الجامع بالنحو المذكور في الكفاية يرد عليه مضافا إلى
ما تقدم انه على فرض الغض عن جميع الوجود المتقدمة، وتسليم ان وحدة الأثر