اسم الکتاب : تمهيد القواعد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 1 صفحة : 534
ضربك ـ عام ، لأنه ضمير « أي » وحينئذ فيكون الفعل الصادر عنه عاما ، لأنه
يستحيل تعدّد الفاعل وانفراد الفعل ، إذ فعل أحدهم غير فعل الآخر ، فلهذا قيل : يعتق
الجميع.
وأما الكلام
الثاني وهو قوله : أي عبيدي ضربته. فالفاعل فيه ـ وهو تاء المخاطب ـ خاص ، والعام
فيه إنما هو ضمير المفعول ، أعني الهاء ؛ واتحاد الفعل مع تعدد المفعولين ليس
محالا ، فإن الفاعل الواحد قد يوقع في وقت واحد فعلا واحدا لمفعولين أو أكثر.
ومنها : أنّ
الفاعل كالجزء من الفعل ، بدليل تسكين آخر الفعل الماضي إذا كان الفاعل ضميرا ، مع
قولهم : إنّ الماضي مبني علي الحركة ؛ وإذا كان الفعل والفاعل كالكلمة الواحدة ، فيلزم
من عموم أحدهما عموم الآخر ، فلهذا قلنا : بعتق الجميع.
وأما الكلام
الثاني فالعام فيه إنما هو ضمير المفعول ، أعني الهاء من ضربته ، وهو قرينة
الانفصال عن الفعل ، وليس كالجزء منه ، بدليل بقائه على فتحه ، فلذاك قلنا : لا
يتعدد.
وفي الفرقين
نظر ، وفي أصل الحكم إشكال ، ولو قيل بالتعميم في الصورتين كان حسنا ، عملا
بالعموم.
وقال الغزالي في فتاواه : إنه
لا يتكرر فيهما ، عملا بالمتيقن [١].
وهو وجه في المسألة.
ومثله ما لو
قال : أي عبيدي حج فهو حر ، على وجه النذر ، أو قال لوكيله : أي رجل دخل المسجد
فأعطه درهما ، فدخل أو حج جماعة. وقريب منه لو قال : طلق من نسائي من شئت أو من
شاءت ، أو : أعتق من عبيدي من شئت أو من شاء ، أو : بع من أموالي ما شئت ، ونحو
ذلك.