اسم الکتاب : انوارالاصول المؤلف : القدسي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 4
فمن المقطوع انهم منذالعصر الاول كانوا يفتون بمقتضى ظواهر
النصوص فيستندون الى حجية الظواهر بعنوان اصل قطعى , و يعتمدون فى
الروايات على اقوال الثقات ( حجية قول الثقة ) ويعالجون تعارض العام
والخاص , والمطلق والمقيد , من طريق التخصيص والتقييد , و يعملون على
مفاهيم كمفهوم الشرط والغاية , وحين وقوع التعارض بين الظاهر والاظهر
يقدمون الثانى على الاول , و يقدمون الدليل القطعى على الظنى و . . . الى
غير ذلك من اشباهه .
هذا ولكن كلما اتسع نطاق علم الفقه و ظهرت فيه فروع مستحدثة اتسع
بموازاته نطاق علم الاصول الى يومنا هذا , حتى صار من اوسع العلوم واعقدها
, مملوا من دقائق عقلية ونقلية , و هكذا يتسع يوما بعد يوم .
ومن الطريف جدا ان علم اصول الفقه كالفقه نفسه عند اتباع اهل بيت
الوحى اكثر توسعا من اصول اهل السنة الى درجة كبيرة , و دليله واضح , حيث
ان فقهائهم اذا سدوا باب الاجتهاد على انفسهم , و عدوا الفقهاء الاربعة
( ائمة المذاهب الاربعة ) خاتمى المجتهدين والمستنبطين , و مالت مسألة
الاستنباط الى الركود والانطفاء , توقف بالطبع قرين علم الفقه وشقيقه (
اى علم الاصول ) عن النمو والحركة , ولكن اتباع اهل بيت العصمة مضافا
الى تأكيدهم على انفتاح باب الاجتهاد أفتوا باتفاق الاراء بحرمة التقليد
الابتدائى عن الميت , ولاجل ذلك لايزال وفى كل عصر كان طائفة من علمائهم
يلزمون انفسهم بعنوان الواجب الكفائى على استنباط الاحكام الفقهية من
منابعها الاسلامية وادلتها المعتبرة , و يقدمونها الى المجتمع الاسلامى , و
يضعونها عند تناول ايدى المسلمين , و هذا الاعتقاد مضافا الى جعله مصباح
الفقه اكثر اضائة و اشراقا مماكان قبله , اوجب ازدهار علم الاصول و نموه
يوما بعد يوم الى حد تعدالكتب الاصولية المدونة فى سائر الفرق
الاسلامية عندما دونه علماء الشيعة كتبا اعدادية و بدائية جدا , بل لايمكن
تعلم اصول الشيعة الاعند فحول خبراء من اساتيذ الفن طيلة سنين متمادية .
2 المشكلة المهمة فى اصول الفقه
ولكن علم الاصول على رغم هذا التوسع والدقة , والظرافة المعجبة فى طرح
اسم الکتاب : انوارالاصول المؤلف : القدسي، أحمد الجزء : 1 صفحة : 4