اسم الکتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا الجزء : 1 صفحة : 286
الجواهر قدس سره , فان أعمالهم هذه كلها باطلة و لا يستحقون عليها ثوابا ,
لانه اما منهى عنها و النهى يقتضى الفساد , و اما لا أمر بها و صحتها
تتوقف على الامر .
فهل هناك طريقة لتصحيح فعل المهم العبادى مع وجود الامر بالاهم ؟
ذهب جماعة الى تصحيح العبادة فى المهم بنحو ( الترتب ) بين
الامرين : الامر بالاهم و الامر بالمهم , مع فرض القول بعدم النهى عن الضد و
ان صحة العبادة تتوقف على وجود الامر . ( 1 )
و الظاهر ان اول من اسس هذه الفكرة و تنبه لها المحقق الثانى و
شيداركانهاالسيد الميرزا الشيرازى كما أحكمها و نقحها شيخنا المحقق
النائينى طيب الله مثواهم .
و هذا الفكرة و تحقيقها من اروع ما انتهى اليه البحث الاصولى تصويرا و عمقا .
و خلاصة فكرة ( الترتب ) : انه لا مانع عقلا من أن يكون الامر
بالمهم فعليا عند عصيان الأمر بالاهم , فاذا عصى المكلف و ترك الاهم فلا
محذور فى أن يفرض الامر بالمهم حينئذ , اذ لا يلزم منه طلب الجمع بين
الضدين , كما سيأتى توضيحه .
و اذا لم يكن مانع عقلى من هذا الترتب فان الدليل يساعد على وقوعه
و الدليل هو نفس الدليلين المتضمنين للامر بالمهم و الامر بالأهم , و هما
كافيان لاثبات وقوع الترتب .
و عليه , ففكرة الترتب و تصحيحها يتوقف على شيئين رئيسين فى الباب ,أحدهما امكان الترتب فى نفسه , و ثانيهما الدليل على وقوعه .
اما ( الاول ) و هو امكانه فى نفسه فبيانه : ان أقصى ما يقال فى ابطال
( 1 ) أما نحن الذين نقول بأن صحة العبادة لا تتوقف على وجود
الأمر فعلا و ان الأمر بالشىء لا يقتضى النهى عن ضده ـ ففى غنى عن القول
بالترتب لتصحيح العبادة فى مقام المزاحمة بين الضدين الأهم و المهم كما
تقدم .
اسم الکتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا الجزء : 1 صفحة : 286