ويحتمل أن يراد بالوسوسة في الخلق: الوسوسة في أمور الناس وسوء الظن بهم، وهذا أنسب بقوله: " ما لم ينطق بشفة " [1]. ثم هذا الذي ذكرنا هو الظاهر المعروف في معنى الثلاثة الأخيرة المذكورة في الصحيحة. وفي الخصال بسند فيه رفع، عن أبي عبد الله (عليه السلام): " قال: ثلاث لم يعر منها نبي فمن دونه: الطيرة، والحسد، والتفكر في الوسوسة في الخلق " [2]. وذكر الصدوق (رحمه الله) في تفسيرها [3]: أن المراد بالطيرة التطير بالنبي (صلى الله عليه وآله) أو المؤمن، لا تطيره، كما حكى الله عز وجل عن الكفار: * (قالوا اطيرنا بك وبمن معك) * [4]. والمراد ب " الحسد " أن يحسد، لا أن يحسد، كما قال الله تعالى: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله) * [5]. والمراد ب " التفكر " ابتلاء الأنبياء (عليهم السلام) بأهل الوسوسة، لا غير ذلك، كما حكى الله عن الوليد بن مغيرة: * (إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر) * [6]، فافهم.
[1] كذا في (ظ) والمصدر، وفي (ت)، (ر) و (ص): " بشفته "، وفي (ه): " بشفتيه ". [2] الخصال: 89، باب الثلاثة، الحديث 27. [3] نفس المصدر، ذيل الحديث المذكور. [4] النمل: 47. [5] النساء: 54. [6] المدثر: 18 - 19.