وان هذا ذاك في
اللحاظ والذهن لا الخارج ، إذ لا وحدة بينهما خارجا كي يقال ان هذا ذاك خارجا.
فملاحظة المجموع واحدا لا تصحح الحمل في الخارج مع المغايرة ، وانما تصحح الحمل في
ظرف الوحدة المفروضة وهو الذهن واللحاظ ولا فائدة فيه. فتدبر.
وعلى كل فلا يحتاج
المقام إلى زيادة تحقيق لعدم ترتب الأثر عليه.
التنبيه الثالث : في حمل صفات
الباري كالعالم والقادر وصدقها على ذاته المقدسة.
فقد يستشكل صحته
من جهتين :
الجهة الأولى : ان
الحمل لا بد فيه من تغاير المحمول والموضوع. والمفروض ان صفاته جل اسمه عين ذاته
فلا تغاير بينهما.
الجهة الثانية :
ان المشتق يعتبر في صدقه تلبس الذات بالمبدإ وانتسابه إليها ، لاشتماله على النسبة
بناء على التركيب كما هو واضح ، وعلى جهتها بناء على البساطة ، إذ عليه يلحظ كون
المبدأ بنحو من أطوار الذات وصفاتها ، وهذا يتقوم بفرض النسبة في صدقه وان كانت
خارجة عن ذاته.
وبالجملة :
فالمشتق انما يصدق في مورد تتحقق فيه النسبة بين المبدأ والذات ، وظاهران النسبة
تقتضي التغاير والاثنينية كما لا يخفى ، فلا تحقق لها بين صفات الباري وذاته ،
لكون المفروض انها عين ذاته ، ولا تغاير بينهما خارجا.
ولأجل ذلك التزم
في الفصول بالتجوز أو النقل في صفات الله جل شأنه. لكون استعمالها في معناها غير
ممكن [١].
وقد تصدى صاحب
الكفاية قدسسره لدفع الإشكال من جهتيه وعقد لكل منهما تنبيها على حدة ..
[١] الطهراني
الحائري الشيخ محمد حسين. الفصول الغروية ـ ٦١ ـ الطبعة الأولى.