responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقالات الأصول المؤلف : العراقي، آقا ضياء الدين    الجزء : 1  صفحة : 61
نعم ربما ضبطوا في التاريخ اول واضع في كل لغة، كما حكي أن المخترع للغة العرب يعرب، وهكذا الأمر لمخترعي سائر اللغات، وان كان [ الواضعون ] في كل طائفة أيضا غير محصورين. ولعمري إن الوجدان السليم يساعد ما ذكرنا، ولا أقل من امكانه واحتماله فينسد حينئذ طريق كشف الربط والخصوصية بين اللفظ والمعنى أو كون الواضع هو الباري عز اسمه، فلا محيص حينئذ إلا من الالتزام [ بعدم ] انتهاء دلالة الألفاظ الى المناسبات الذاتية، ولا كون الواضع علام الغيوب، بل من الممكن وضع الألفاظ من المخلوقين لمحض [ إنتقالهم ] الى لفظ من باب الإتفاق بالنسبة الى معنى كذلك، أو لا أقل من جهة خصوصية في نفس وضعه بلا ربط بين اللفظ والمعنى كما نشاهد في وضع الأعلام الشخصية أو المعاني الحادثة الاختراعية. وما نرى أيضا من بعض المناسبات العرضية في بعض المقامات غير مرتبط بمحل البحث إذ هي امور عرضية ملحوظة احيانا غير مرتبطة بالمناسبة الذاتية المقتضية لتعيين اللفظ لمعناه بالطبيعة [1] كما هو المدعى كما لا يخفى. وحيث اتضح لك ما تلوناه وانتهى أمر الدلالة الى نحو علقة واختصاص حاصل بين اللفظ والمعنى من جعل جاعل أو كثرة استعمال يبقى الكلام في شرح حقيقة هذه العلقة فنقول: أولا: إن هذه العلقة هي نحو من الارتباط الحاصل بين المرآة ومرئيه بحيث لا يلتفت الى اثنينيتهما، ويحسب أحدهما قالبا للآخر ونحو وجود له وكانا بنحو يكون الانتقال بأحدهما عين الانتقال بالآخر، وربما [ تسري ] صفات أحدهما الى الآخر، فقبح المعنى ربما يسري الى اللفظ، كما أن تعقيد اللفظ قد

[1] متعلق بقوله (المقتضية) أي المناسبة الذاتية المقتضية بطبيعتها لتعيين اللفظ لمعناه. (*
اسم الکتاب : مقالات الأصول المؤلف : العراقي، آقا ضياء الدين    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست