responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 10  صفحة : 282
تستكثر) * قال: لا تستكثر ما عملت من خير لله. * الشرح: قوله: (ثم تلا هذه الآية: * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا) *) قال القرطبي في تفسير هذه الآية هذا السياق يدل على وجوب الذكر الكثير لأنه لم يكتف به حتى * الأصل: 1 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من شئ الا وله حد ينتهي إليه إلا الذكر فليس له حد ينتهي إليه، فرض الله عز وجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده والحج فمن حج فهو حده إلا الذكر فإن الله عز وجل لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدا ينتهي إليه ثم تلاهذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا) * فقال: لم يجعل الله عز وجل له حدا ينتهي إليه، قال: وكان أبي (عليه السلام) كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله ولقد كان يحدث القوم [ و ] ما يشغله ذلك عن ذكر الله وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر. والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضئ لأهل السماء كما يضئ الكوكب الدري لأهل الأرض والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا اخبركم بخير أعمالكم لكم، أرفعها في درجاتكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من الدينار والدرهم وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم ؟ فقالوا: بلى، فقال: ذكر الله عز وجل كثيرا، ثم قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: من خير أهل المسجد ؟ فقال: أكثرهم لله ذكرا. وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اعطي لسانا ذاكرا فقد اعطي خير الدنيا والآخرة. وقال: في قوله تعالى: * (ولا تمنن = والطين ولا بنفسه المتعلقة ببدنه أيام حمله بل كان نبيا بحقيقة روحه المجردة قبل أن يخلق آدم وهو الذي أشار بقوله " أول ما خلق الله روحي " وكذلك ليس زيد زيدا ببدنه ولم يكن الشيخ الرئيس طبيبا ببدنه ولا بنفسه المنطبعة بل بعقله وروحه ولا ارسطو حكميا كذلك ولا أبو جهل كافرا ببدنه ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان بروحه في مقام وجميع الموجودات الروحانيين دون مقامه وان كان مقتضى بشريته كسائر الناس مثلهم قال: * (إنما انا بشر مثلكم يوحى إلي) * وسائر الناس بأرواحهم في مقامات يكون الروحانيون مثلهم أو فوقهم. (ش) (*)
[ 282 ]
تستكثر) * قال: لا تستكثر ما عملت من خير لله. * الشرح: قوله: (ثم تلا هذه الآية: * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا) *) قال القرطبي في تفسير هذه الآية هذا السياق يدل على وجوب الذكر الكثير لأنه لم يكتف به حتى أكده بالمصدر ولم يكتف بالمصدر حتى وصفه بالكثير وهذا السياق لا يكون في المندوب فظهر أن الذكر الكثير واجب ولم يقل أحد بالوجوب اللساني دائما، فرجع إلى ذكر القلب وذكر الله تعالى دائما في القلب يرجع اما إلى الإيمان بوجوده وصفات كماله وهو يجب ادامته في القلب ذكرا أو حكما في حال الغفلة لأنه لا ينفك عنه إلا بنقيضه وهو الكفر، وأما أن يرجع إلى ذكر الله تعالى عند الاخذ في الفعل فأنه يجب أن لا يقدم أحد على فعل أو قول حتى يعرف حكم الله فيه ولا ينفك المكلف عن فعل أو قول دائما فيجب ذكر الله دائما. قوله: (وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: لا اله إلا الله) اللسان يلزق في قول هذه الكلمة الشريفة بالحنك أربع مرات. (وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر) فيه فضل الاجتماع للذكر والدعاء والتلاوة وهذا متفق عليه بين الخاصة والعامة ومن طرقهم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل الاحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده، قال بعضهم المراد بالسكينة الوقار والطمأنينة، وقال بعضهم المراد بها الرحمة، ورد بذكر الرحمة قبلها. (كما يضئ الكواكب الدري) في النهاية الكواكب الدري الشديد الانارة كانه نسب إلى الدر أكده بالمصدر ولم يكتف بالمصدر حتى وصفه بالكثير وهذا السياق لا يكون في المندوب فظهر أن الذكر الكثير واجب ولم يقل أحد بالوجوب اللساني دائما، فرجع إلى ذكر القلب وذكر الله تعالى دائما في القلب يرجع اما إلى الإيمان بوجوده وصفات كماله وهو يجب ادامته في القلب ذكرا أو حكما في حال الغفلة لأنه لا ينفك عنه إلا بنقيضه وهو الكفر، وأما أن يرجع إلى ذكر الله تعالى عند الاخذ في الفعل فأنه يجب أن لا يقدم أحد على فعل أو قول حتى يعرف حكم الله فيه ولا ينفك المكلف عن فعل أو قول دائما فيجب ذكر الله دائما. قوله: (وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول: لا اله إلا الله) اللسان يلزق في قول هذه الكلمة الشريفة بالحنك أربع مرات. (وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر) فيه فضل الاجتماع للذكر والدعاء والتلاوة وهذا متفق عليه بين الخاصة والعامة ومن طرقهم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل الاحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده، قال بعضهم المراد بالسكينة الوقار والطمأنينة، وقال بعضهم المراد بها الرحمة، ورد بذكر الرحمة قبلها. (كما يضئ الكواكب الدري) في النهاية الكواكب الدري الشديد الانارة كانه نسب إلى الدر تشبيها بصفائه وقال الفراء الكوكب الدري هو العظيم المقدار وقيل هو أحد الكواكب الخمسة السيارة. (وخير لكم من الدينار والدرهم) وهو ظاهر لأن نفعهما منقطع ونفع الذكر دائم، والمراد خير لكم من انفاقهما في سبيل الله. (فقد أعطى خير الدنيا والآخرة) أما خير الآخرة فظاهر وأما خير الدنيا فلان من كان لله كان الله له فهو مشغول بالذكر والله سبحانه يهئ له أسباب مهماته. (وقال في فوله تعالى: * (ولا تمنن تستكثر) * قال: لا تستكثر ما عملت من خير لله) كأنه أشار إلى أن لا تمنن من منه بكذا وأن تستكثر بدل منه وأن ما صدر من خير لله سواء كان عبادته أم الاحسان إلى عباده يجب أن لا تستكثر لأن اكثاره يوجب اخراج النفس عن حد التقصير وعجبها واحباط أجرها. * الأصل:


اسم الکتاب : شرح أصول الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 10  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست