responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حقائق الأصول المؤلف : الحكيم، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 16

إن القصد و العزم إنما يكون من مبادئ الاختيار و هي ليست باختيارية و إلا لتسلسل «قلت»:- مضافا إلى أن الاختيار و ان لم يكن بالاختيار إلّا أن بعض مباديه غالباً يكون وجوده بالاختيار للتمكن من عدمه بالتأمل فيما يترتب على ما عزم عليه من تبعة العقوبة و اللوم و المذمة- يمكن أن يقال: إن حسن المؤاخذة و العقوبة إنما يكون من تبعة بعده عن سيده بتجريه عليه كما كان من تبعته بالعصيان في صورة المصادفة فكما انه يوجب البعد عنه كذلك لا عرو في أن يوجب حسن العقوبة فانه‌ الفعل المتجري به، بحمل الأول على القبح الشأني و الثاني على الفعلي، و يكون وجه حمل الأول على النحو الّذي لا يرتبط بالعقاب و الثواب و الثاني على النحو الآخر لكنه يفيد عن العبارة فتأمل جيداً (1) (قوله: الاختيار و ان لم يكن بالاختيار) الاختيار هو القصد و الإرادة، و المراد من كونه ليس بالاختيار انه لا يجب أن يكون كذلك كما في الأفعال الاختيارية، لكن ربما كان بعض مباديه بالاختيار، كما أوضح ذلك في الحاشية على الرسائل حيث ذكر أن مقدمات العمل الاختياري:

حضور المراد في الذهن، ثم الميل النفسانيّ إليه، ثم الجزم و هو حكم القلب بأنه ينبغي صدوره، ثم العزم و القصد بناء على اتحادهما، أو القصد بناء على اختلافهما و حديث النّفس لا يدخل تحت الاختيار و كذا الميل، و اما الجزم فيختلف باختلاف الأحوال فقد يكون الفاعل بحيث يقدر على الانصراف بالتأمل بالصوارف و الموانع و ربما لا يقدر على ذلك لشدة الميل بحيث يغفل عما يترتب على الفعل من المهالك أو لا يبالي، و كذا العزم بناء على أنه غير القصد فقد يكون كالجزم بحيث يمكن فسخه ... إلخ. و يمكن المناقشة فيما ذكره بنحو لا يسعه المقام (2) (قوله:

يمكن أن يقال) لكن على هذا لا وجه للالتزام بعدم العقاب على الفعل و كونه على خصوص العزم، و هل الفرار من الأول إلى الثاني الا كالفرار من المطر إلى‌

اسم الکتاب : حقائق الأصول المؤلف : الحكيم، السيد محسن    الجزء : 2  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست