اسم الکتاب : الحاشية على كفاية الأصول المؤلف : البروجردي، السيد حسين الجزء : 2 صفحة : 135
..........
مثل المقام أو غيرها كما إذا نهى عن العمل بالخبر خصوصا، و سواء أ كانت من النصوصات أو الظهورات.
و بالجملة بناء العقلاء على العمل مبنىّ عدم الردع عنه في أحكام المولى بالإضافة إلى عبيدة بحيث إذا ثبت منه الردع عنه يقفون عن العمل، سواء أ كان ثبوت الردع عنه بنصّ المولى أو بكلام يدل عليه بظهوره بعد الفراغ عن حجيته، مثل ظهور العامّ في العموم فانّه حجّة بلا كلام، و المقام من مصاديق هذه القضيّة الكلّية، و لا فرق في ثبوت شيء بين كونه بطريق القطع و بين كونه بقيام حجّة عليه مثل ظهور العام في المقام، فانّ ظهور العمومات في الردع بعد الفراغ عن الحجيّة يكون متبعا عند الشرع و العرف و العقل، و مع قيام الحجة على الردع لا يبقى مجال لحجيّة بناء العقلاء على العمل.
ان قلت: انّ حجيّة ظهور العام في العموم ليست مما قامت عليها حجّة شرعيّة، بل انّما يكون اعتباره بحكم العقل و بناء العقلاء، مثل اعتبار الخبر، و على ذلك يكون بناء العقلاء على العمل بالظهورات معارضا مع بنائهم على العمل بالخبر، و كما انّ الشكّ في التخصيص لا يضرّ بحجّية الظهور، كذلك المقام، فانّ الشك في الردع لا يضرّ بحكم العقل على حجيّة الخبر.
قلت: نعم، و لكن حكم العقل باعتبار الظهور حاكم على حكمه باعتبار الخبر، بل يمكن ان يقال بورود حكمه هناك على حكمه هنا، و ذلك لأنّ الشكّ في حجيّة الظهور في المقام مسبّب عن الشكّ في حجيّة الخبر، و بعد الفراغ عن حجيّة الظهور في غير المقام يقطع بعدم حجيّة الخبر لعدم ما يصلح ان يكون دليلا على حجيّته، و لا عكس، فانّ حجيّة الخبر على ما هو المفروض مقصورة في صورة عدم الردع، و إذا ثبت ردع بالقطع أو بحجّة فلا يكون حجّة.
اسم الکتاب : الحاشية على كفاية الأصول المؤلف : البروجردي، السيد حسين الجزء : 2 صفحة : 135