responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاشية كتاب المكاسب المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 2  صفحة : 402

وليست وظيفة الآحاد كالدفاع والجهاد والحدود والتعزيرات وتقبيل الاراضي الخراجية وجباية الاموال وصرفها في سد الثغور ومصالح المسلمين واشباه ذلك، فهذه الامور لا تصل النوبة فيها إلى آحاد المؤمنين، بل لا تصل النوبة فيها إلى الفقيه الذي لم يكن مبسوط اليد، واخرى من الامور التي يمكن قيام الآحاد بها كصلاة الميت وبيع مال اليتيم ونحوهما، فهذه لم يثبت اختصاصها بالامام (عليه السلام) بما هو رئيس المسلمين حتى يقوم الفقيه مقامه كما عرفت الحال فيه مفصلا.

ومنه تبين جودة ما ذهب إليه المحقق الاردبيلي (قدس سره) [1] - على ما حكي عنه - من ولاية العدول في عرض ولاية الفقيه، فإنه فيما يتمكن منه الفقيه وله الولاية عليه فلعدولالمؤمنين ذلك أيضا إلا بعض ما مر فراجع [2]، وسيأتي [3] إن شاء الله تعالى بعض ما يتعلق بالمقام.

- قوله (قدس سره): (ولقد أجاد فيما أفاد. ..الخ)[4].

لكنك قد عرفت ما في الاستدلال بالآية والرواية من حيث كون الشبهة مصداقية، وأما الوجه العقلي وهو فوات مصالح صرف تلك الاموال، فمبني على أن إيكال أمر صرفها إلى الامام (عليه السلام) لمصلحة اخرى في تصديه (عليه السلام) له، ففوت هذه المصلحة لتعذر التصدي منه لا يسوغ تفويت مصالح صرفها، أو أن إيكال أمره إليه (عليه السلام) لمفسدة في تصدي الآحاد، لكونها من الامور التي لا يقوم بها إلا الرئيس كالحدود والتعزيرات واشباههما، فحينئذ يجب تعطيلها مع تعذر تصدي الرئيس، لا ارتكاب المفسدة بتفويض أمرها إلى الآحاد، إلا أن يفرض أن مفسدة التصدي أخف من مصلحة الفعل فتدبر، وقد مر فيما سبق حال ولاية


[1] مجمع الفائدة والبرهان 9: 232 - مؤسسة النشر الاسلامي، عبارته غير صريحة في ذلك فراجع.

هو المولى أحمد بن محمد المقدس الاردبيلي، هو مضرب المثل في الزهد والورع والتقوى حتى اشتهر بالمقدس الاردبيلي، اشهر تلاميذه صاحب المعالم وصاحب المدارك وغيرهم.

له عدة مصنفات منها مجمع الفائدة والبرهان، وزبدة البيان في شرح آيات أحكام القرآن وغيرها.

توفي في صفر سنة 993 ودفن فيالنجف الاشرف على اليمن الداخل مشهد الغري المقدس.

أعيان الشيعة 3: 80 بتصرف.

[2] نفس التعليقة.

[3] تعليقة 350 وما بعدها.

[4] كتاب المكاسب ص 155 سطر 28.

اسم الکتاب : حاشية كتاب المكاسب المؤلف : الغروي الإصفهاني، الشيخ محمد حسين    الجزء : 2  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست