responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تقريرات في أصول الفقه المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 285

(الثاني) [1] قوله تعالى: وَ مَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى‌ وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ ساءَتْ مَصِيراً [2]

أوعد اللّه تعالى النار على اتّباع غير سبيل المؤمنين، و الإجماع سبيلهم، فلا يجوز مخالفته.

و فيه: أنّ ظاهره أنّ اتّباع السبيل الذي يقتضيه الإيمان بما هو إيمان واجب كما يؤيده صدر الآية، فإنّ معناه من جعل نفسه شقّا آخر و اتبع غير سبيل المؤمنين فعليه كذا و كذا، فالوفاق معه (صلّى اللّه عليه و آله) عبارة عن متابعة سبيلهم كما أنّ الخلاف معه (صلّى اللّه عليه و آله) متابعة غير سبيلهم، فيكون اتباع غير سبيل المؤمنين عبارة اخرى عن المشاقّة مع الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)، فلا تدلّ على اتباع ما لا يكون من مقتضيات الإيمان، بل هو أمر حادث اتفق عليه المؤمنون.

و على تقدير الدلالة يرد عليه ما ورد على الدليل الأول من الجواب الثاني.

(الثالث) قوله عزّ و جلّ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية [3] و الخيرية تقتضي كون ما اتفقت عليه الامّة حقا.

و فيه: أنه لا ربط لها بالمقام كما لا يخفى.

(الرابع) قوله تعالى: وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً [4].

و فيه: أنّ الظاهر أنّ المراد من الوسطية هو الاعتدال، يعني جعلناكم معتدلا من بين سائر الامم، و لا ربط لها بحجية ما اتفقت عليه.

و غيرها من الاستدلالات بالآيات، و لكنّ الاستدلال بها أوهن من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

فالحقّ أنّ حجية الإجماع منحصرة بما اذا كان مشتملا على قول المعصوم أو


[1] عطف على قوله مدّ ظله في ص 281: «الأول: الحديث المعروف ... الخ».

[2] النساء: 115.

[3] آل عمران: 110.

[4] البقرة: 143.

اسم الکتاب : تقريرات في أصول الفقه المؤلف : البروجردي، السيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست