responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحكم في أصول الفقه - ط مؤسسة المنار المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 63


إما لكونه منتزعا في مرتبة متأخرة عن ورود الحكم ، فلا يكون موضوعا للحكم ، لاستحالة أخذ المتأخر في المتقدم ، كما لا يكون محكوما به ولا مجعولا ، لصدقه بمجرد جعل الحكم بلا حاجة إلى جعل آخر ، وإنما يمكن الاخبار به الراجع إلى الاخبار عن الحكم .
وإما لكون المحكوم به أو عليه هو الواقع الخارجي المطابق له بعنوان آخر ، فهو مسوق لمحض الحكاية عن الموضوع بما له من عنوان خاص .
فالغصب قد يحكم عليه بالحرمة ، كما قد يحمل على بعض التصرفات ، مع عدم أخذ عنوان الغصب في موضوع الحرمة بما هو أمر وجودي ذو مفهوم عرفي بسيط ، بل ليس موضوعه إلا التصرف في حق المسلم ونحوه ممن يحترم ما له من دون إذن منه أو ممن يقوم مقامه ، فهو مركب من التصرف في الحق ، وإسلام صاحبه أو نحوه ، وعدم الإذن .
وعنوان الغصب إما أن يراد به التصرف في حق الغير بالنحو المنافي لاحترامه شرعا ، أو هو منتزع من الموضوع المركب المذكور وحاك عنه ، من دون أن يكون موضوعا بمفهومه .
ولازم ذلك عدم جريان التعبد فيه بعنوانه ، لعدم كونه مجعولا شرعا ولا موضوعا للحكم الشرعي ، بل فيما ينتزع منه ، وهو الحكم المجعول شرعا ، أو موضوعه ذو العنوان الخاص .
والظاهر أن الامر الانتزاعي قد يراد منه في المقام هذا المعنى ، كما قد يراد منه المعنى السابق ، كما يتضح عند الدخول في محل الكلام .
إذا عرفت هذا ، فالكلام في حقيقة الأحكام الوضعية يكون في ضمن مسائل :

اسم الکتاب : المحكم في أصول الفقه - ط مؤسسة المنار المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست