responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 26

مصر ، وجميع الأرض يحتاجون إليها ، وكانت الأنهار بقناطر وجسور بتقدير ؛ حتّى إنّ الماء يجري تحت منازلهم وأفنيتهم يحبسونه متّى شاؤوا ، ويرسلونه متى شاؤوا ، وكانت البساتين بحافّتي النيل من أوّله إلى آخره ما بين أسوان إلى رشيد لا تنقطع ؛ ولقد كانت المرأة تخرج حاسرة ولا تحتاج إلى خمار لكثرة الشجر ، ولقد كانت المرأة تضع المكتل [١] على رأسها فيمتلىء ممّا يسقط فيه من الشجر ، وكان أهل مصر ما بين قبطيّ ، ويونانيّ وعمليقيّ ؛ إلّا أنّ جمهورهم قبط ، وأكثر ما يملكها الغرباء. وكانت خمسا وثمانين كورة [٢] ، منها أسفل الأرض خمس وأربعون كورة ، ومنها بالصّعيد أربعون كورة ؛ وكان في كلّ كورة رئيس من الكهنة ـ وهم السّحرة ـ وكانت مصر القديمة اسمها أقسوس ، وكانت منف مدينة الملوك قبل الفراعنة وبعدهم إلى أن خرّبها بخت نصّر ؛ وكان لها سبعون بابا ، وحيطانها مبنيّة بالحديد والصّفر [٣] ، وكان يجري تحت سرير الملك أربعة أنهار ، وكان طولها اثني عشر ميلا. وكان جباية مصر تسعين ألف ألف دينار مكرّرة مرّتين بالدينار الفرعونيّ ، وهو ثلاثة مثاقيل.

وقال صاحب مباهج الفكر ومناهج العبر [٤] : حدّ مصر طولا من ثغر أسوان ، وهو تجاه النّوبة إلى العريش ، وهو مدينة على البحر الروميّ ، ومسافة ذلك ثلاثون مرحلة ، وحدّه عرضا من مدينة برقة الّتي على ساحل البحر الروميّ إلى أيلة التي على بحر القلزم ، ومسافة ذلك عشرون مرحلة. وتنسب إلى مصر. وقيل : مصر بن بيصر بن حام. ويسمّي اليونان بلد مصر مقدونية ، وأوّل مدينة اختطّت بمصر مدينة منف ، وهي في غربيّ النيل ، وتسمّى في عصرنا بمصر القديمة. ولما فتح [٥] عمرو بن العاص مصر أمر المسلمين أن يحيطوا حول فسطاطه [٦] ، ففعلوا ، واتّصلت العمارة بعضها ببعض ، وسمّي مجموع ذلك الفسطاط. ولم يزل مقرّا للولاية والجند إلى أن وليه أحمد [٧] بن


[١] المكتل زنبيل من خوص يحمل فيه التمر وغيره.

[٢] في معجم البلدان : الكورة كلّ صقع يشتمل على عدّة قرى ، ولا بدّ لتلك القرى من قصبة أو مدينة أو نهر ، يجمع اسمها ذلك اسم الكورة.

[٣] الصفر : النحاس الأصفر.

[٤] وهو الوطواط ١٢٣٤ ـ ١٣١٩ م. [المنجد في الأعلام].

[٥] في الكامل لابن الأثير ٢ / ٣٩٤ : في سنة عشرين هجرية فتحت مصر على يد عمرو بن العاص ، وفتحت الإسكندرية سنة خمس وعشرين.

[٦] في المنجد : الفسطاط بيت من شعر.

[٧] أصبح أحمد بن طولون واليا سنة ٢٥٤ ه‌. [انظر الكامل لابن الأثير : ٥ / ٣٣٩].

اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست