وعن ابن عبّاس ـ وقد ذكر مصر ـ ، فقال : سمّيت مصر بالأرض كلّها في عشرة مواضع من القرآن.
قلت : بل في اثني عشر موضعا أو أكثر.
وقال تعالى : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها) [الأعراف : ١٣٧] ؛ قال اللّيث [١] بن سعد : هي مصر ؛ بارك فيها بالنّيل. حكاه أبو حيّان في تفسيره.
وقال القرطبيّ في هذه الآية : الظّاهر أنّهم ورثوا أرض القبط [٢]. وقيل : هي أرض الشام ومصر ؛ قاله ابن إسحاق وقتادة وغيرهما.
وقال تعالى في سورتي الأعراف والشعراء : (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ) [الأعراف : ١١٠ ، والشعراء : ٣٥].
وقال تعالى : (إِنَّ هذا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْها أَهْلَها) [الأعراف : ١٢٣].
[١] أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن إمام أهل مصر في الفقه والحديث ، أصله من أصبهان ، ولد سنة ٩٢ ه أو ٩٤ ه ، توفي سنة ١٧٥ ه ، ودفن في القرافة الصغرى. [وفيات الأعيان : ٤ / ١٢٧ ، ١٢٨].
[٢] في معجم البلدان : وهي مسمّاة بقفط بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح ، وقبط أخو قفط.