responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 116

حدّثنا عبد الملك بن مسلمة ، عن القاسم بن عبد الله ، عن عبد الله [١] بن دينار ، عن عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهما ، قال : كتب عمر بن الخطاب أن يختم في رقاب أهل الذمّة بالرّصاص ، ويظهروا مناطقهم ويجزّوا نواصيهم ، ويركبوا على الأكف [٢] عرضا ، ولا يضربوا الجزية إلّا على من جرت عليه المواسي [٣] ، ولا يضربوا على النساء ولا على الولدان ، ولا يدعوهم يتشبّهون بالمسلمين في ملبوسهم.

حدّثنا عبد الملك ، عن الليث بن سعد ، قال : كانت ويبة [٤] عمر بن الخطاب في ولاية عمرو بن العاص ستّة أمداد.

قال ابن عبد الحكم : وكان عمرو بن العاص لمّا استوسق [٥] له الأمر أقرّ قبطها على جباية الروم ؛ وكانت جبايتهم بالتّعديل : إذا عمرت القرية ، وكثر أهلها زيد عليهم ، وإن قلّ أهلها وخربت نقصوا ، فيجتمع عرفاء كلّ قرية ورؤساؤها ، فيتناظرون في العمارة والخراب ؛ حتّى إذا أقرّوا من القسم بالزيادة انصرفوا بتلك القسمة إلى الكور ، ثمّ اجتمعوا هم ورؤساء القرى ، فوزّعوا ذلك على احتمال القرى وسعة المزارع ، ثمّ ترجع كلّ قرية بقسمهم فيجمعون قسمهم وخراج كلّ قرية وما فيها من الأرض العامرة فيبدرون ويخرجون من الأرض فدادين لكنائسهم وحمّاماتهم ومعديّاتهم [٦] من جملة الأرض ، ثم يخرج منها عدد الضّيافة للمسلمين ونزول السلطان ؛ فإذا فرغوا نظروا إلى ما في كلّ قرية من الصنائع والأجراء ، فقسّموا عليهم بقدر احتمالهم ؛ فإن كانت فيها جالية [٧] قسّموا عليها بقدر احتمالها ، وقلّ ما كانت إلا للرجل الشّابّ أو المتزوّج ، ثمّ نظروا فيما بقي من الخراج فيقسمونه بينهم على عدد الأرض ، ثمّ يقسمون بين من يريد الزرع منهم على قدر طاقتهم ؛ فإن عجز أحد وشكا ضعفا عن زرع أرضه وزّعوا ما عجز عنه على ذوي الاحتمال ، وإن كان منهم من يريد الزيادة أعطي ما عجز عنه أهل الضعف ؛ فإن تشاحّوا قسموا ذلك على عدّتهم ،


[١] هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن دينار العمري القرشي. الوفاة : ١٢٧ ه‌. الطبقة الرابعة. أخرج له الستة. [موسوعة رجال الكتب التسعة : ٢ / ٢٧٣].

[٢] الأكف مفردها الأكاف وهو البرذعة التي توضع على الدابّة.

[٣] ومفردها الموس وهي آلة من فولاذ يحلق بها.

[٤] الويبة ٢٢ أو ٢٤ مدّا.

[٥] استوسق : انتظم.

[٦] لعلّ مفردها المعديّة التي تنقل الأشخاص من ضفة لضفة أخرى.

[٧] الجالية : أهل الذمة.

اسم الکتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة المؤلف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست