اسم الکتاب : تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجار المؤلف : زاهر بن سعيد الجزء : 1 صفحة : 275
الباب التاسع والأربعون
في فرجة سعادة السلطان على أهرام مصر
لما كان اليوم الخامس عشر (٢٠ أغسطس) بعد صلاة الفجر خرج السيد ورجاله يريدون الفرجة على أهرام مصر [١]. وهي من بقايا آثار المصريين القدماء ، وقد أكثر الناس من ذكرها ووصفها. وهي كثيرة العدد. وكلها ببرّ الجيزة ، وعلى سمت مصر القديمة ، وتمتدّ في نحو مسافة يومين ، وبعضها كبار ، وبعضها صغار ، وبعضها طين ولبن ، وأكثرها حجر ، وبعضها مدرّج ، وأكثرها مخروط أملس. وقد كان منها بالجيزة عدد كثير ، لكنها صغار ، فهدمت في زمن صلاح الدين يوسف بن أيوب [٢] كما ذكرنا [٣].
وأما الأهرام الموصوفة بالعظمة فثلاثة أهرامات موضوعة على خط مستقيم بالجيزة قبالة الفسطاط ، وبينها مسافة يسيرة ، زواياها متقابلة نحو المشرق ، واثنان منها عظيمان جدّا [٤] ، وفي قدر واحد. وبهما أولع الشعراء ، وشبّهوهما بنهدين قد نهدا في صدر الديار المصرية.
[١] أغرم الغربيون بآثار الفراعنة وأهرامهم واهتموا بدراستها منذ حملة نابليون. وللاطلاع يراجع مثلا : فيرنوس (باسكال) : موسوعة الفراعنة : الأسماء ، الأماكن ، الموميات. ترجمة د. محمود ماهر طه ، دار الفكر للدّراسات والنشر والتوزيع ، القاهرة ط ١٩٩١ ، بوزنر (جورج) : معجم الحضارة المصرية القديمة ، ترجمة أمين سلامة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ١٩٩٢.
[٢] الملك الناصر (٥٣٢ / ١١٣٨ ـ ٥٨٩ / ١١٩٣) مؤسس الدولة الأيوبية ، وهازم الصليبيين. الزركلي : الأعلام ٨ / ٢٢٠ فصل : Salah al Din : E.I.٢ : VIII / ٠١٩ ـ ٤ (Richards)
[٣] نقل الكاتب هذا الكلام عن المقريزي : الخطط ١ / ١١١
[٤] اثنان عظيمان : أحدهما الأكبر وهو من بناء فرعون من الأسرة الرابعة وهو خوفو (ح. ٢٥٣٨ ق م ـ ٢٥١٦ ق م) يبلغ ارتفاعه ٦ ، ١٤٦ م وطول ضلعه ٩ ، ٢٣٠ م. أما الهرم الثاني فهو من عمل خفرع (ح. ٢٥٠٩ ـ ٢٤٨٤ ق م) ويبلغ ارتفاعه ١٤٣ م ، وضلع قاعدته ٩ ، ٢٠٣ م. فيرنوس : موسوعة ص ٧٧ ، زكي : موسوعة ص ١٧ ، بوزنر : معجم ص ١١٣ ، ٤ ـ ٢٣٣Ancient : pp
اسم الکتاب : تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجار المؤلف : زاهر بن سعيد الجزء : 1 صفحة : 275