responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحفة الأنفس وشعار سكّان الأندلس المؤلف : علي بن عبد الرحمن بن هذيل الأندلسي    الجزء : 1  صفحة : 270

قضيب [١] وصاحبهم هبيرة بن عبد يغوث / [م ٦٤] المرثدي فخرج عمرو عليهم بسيف وهو يقول :

لقد عرفت الموت قبل ذوقه

إنّ الجبان حتفه من فوقه

كلّ امرىء مقاتل عن طوقه

والثّور يحمي جلده بروقه

فقوله : من فوقه يعني من السماء بقدر.

وقد قالوا : لكلّ أحد يومان لا بدّ له منهما : أحدهما لا يعجل عليه ، والثاني : لا يقصّر عنه ، فما الجبان والفارّ.

قال بعضهم ويروى لمعاوية :


[١] يوم القضيب كان بين الحارث وكندة ، وفي هذا الوادي أسر الأشعث بن قيس وفيه جرى المثل «سأل قضيب بماء أو حديد» وكان من خبره أن المنذر بن امرئ القيس تزوج هند بنت آكل المرار فولدت له أولادا منهم عمرو بن هند ثم تزوّج أختها أمامة فولدت له ابنا سمّاه عمرا ، فلما مات المنذر ملك بعد ابنه عمرو بن هند وقسم لبني أمه مملكته ، ولم يعط ابن أمامة شيئا. فقصد ملكا من ملوك حمير ليأخذ له بحقّه فأرسل معه «مرادا» فلما كانوا ببعض الطريق قالوا : ما لنا نذهب ونلقي بأنفسنا للهلكة. وكان مقدم مراد المكشوح (هبيرة بن عبد يغوث المرشدي) ونزلوا بواد يقال له «قضيب» من أرض قيس عيلان ، فثار المكشوح ومن معه بعمرو بن أمامة وهو لا يشعر فقالت له زوجته : يا عمرو أتيت أتيت ، سال قضيب بماء أو حديد فذهبت مثلا. وكان عمرو في تلك الليلة أعرس بجارية من مراد ، فقال عمرو : غيري نفّري. أي أنك قلت ما قلت لتنفريني به فذهبت مثلا ، وخرج إليهم فقاتلهم فقتلوه وانصرفوا عنه فقال طرفة يرثيه ويحرض عمرا على الأخذ بثأره :

أعمرو بن هند ما ترى رأي معشر

أماتوا أبا حسّان جارا مجاورا

عن معجم البلدان ٤ : ٣٦٩ «قضيب» وانظر معجم ما استعجم ٢ : ١٠٨٠ ولم أقع على المثلين في مجمع الأمثال. والشعر في العقد ٣ : ١٣١ وجاء في العقد ٥ : ٢٨٢ : قالت عائشة : وكان عامر بن فهيرة يقول : وأنشدت الرجز المذكور.

اسم الکتاب : تحفة الأنفس وشعار سكّان الأندلس المؤلف : علي بن عبد الرحمن بن هذيل الأندلسي    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست