وفي الفوائح المسكية عن الشيخ محيي الدين ابن العربي ـ قدسسره ـ قال : لقد أودعت شهادة التوحيد في الحجر الأسود عندما قبّلته ، فخرجت الشهادة عند تلفظي بها وأنا أنظر إليها بعيني في صورة ملك ، وانفتح الحجر الأسود مثل الطاقة حتى نظرت إلى طول قاع الحجر فرأيته نحو ذراع ، ورأيت الشهادة قد صارت مثل الكبة ، واستقرت في قاع الحجر ، وانسدّ ذلك الطاق وأنا أنظر إليه فقال لي : هذه أمانة عندي ، أرفعها لك إلى يوم القيامة ، أشهد بها عند الله تعالى. هذا قول الحجر له ، فشكر الله على ذلك. انتهى.
وذكر الحلبي أن في كلام السهيلي : أن العهد الذي أخذه الله على ذرية آدم حين مسح ظهره [أن لا يشركوا به شيئا][٢] كتبه في صكّ وألقمه الحجر الأسود ، ولذلك يقول [المستلم][٣] : اللهم إيمانا بك ووفاء بعهدك [٤].
وذكر الشيخ سعد الدين الإسفرائيني في زبدة الأعمال [٥] : عن عبد الله بن [عمرو][٦] رضياللهعنهما قال : الركن والمقام من الجنة [٧].
وعن ابن عباس رضياللهعنهما أنه قال : ليس في الأرض من الجنة إلا الركن الأسود والمقام ، فإنهما جوهرتان من جواهر الجنة ، ولو لا مسهما