responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ طبرستان المؤلف : بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار    الجزء : 1  صفحة : 90

وسطهم وجعلوا أرواحهم فى طاعته وأتباعه فلما أقام الإصفهبد فرخان الكبير مدينة سارى وجدوا ذلك الحائط الذى كان أنو شروان العادل قد أقامه ، وذكر ذلك يحكى خلفا عن سلف وأمر بحفر خندق وإنشاء رساتيق فاتجهت الخلائق صوب حضرته من كل الأطراف يثنون عليه وعلى تصويب رأيه فى تجديد تلك المبانى" لشهر خواستان" ، فلما عرضوا الرأى على الملك أن شهر خواستان تخلف ورفض المثول مع الوفود أرسل فارسين فى طلبه ليحضروه فلما وصلا الفارسين إليه وكان قد أعد وليمة وحفلا وكان عظماء المدينة قد اجتمعوا فى بيته فقال لأبنائه : " أنزلوهما وقدموا لهما كل ما عزّ وأن يراعوا كل ما يليق بحرمة الملك ، ومضى مختبئا فى قصره وأمر بأن يجمع من متاع طبرستان من الملابس الصوفية والحريرية والكتانية والقطنية وأنواع الخبز الطيب والحلوى المتنوعة والمربات والمخللات وبنات الضرع وبنات الماء ولحوم الصيد المجففة والطيور الداجنة وغير الداجنة والفواكه الغضة والمجففة والمشروبات المختلفة الألوان والرياحين ، وأن توضع فى أجولة وركب فى نفس الليلة حيث وصل نهارا إلى سارى وقضاء كانوا قد فرشوا سجادة كبيرة فى ذلك اليوم وكان الإصفهبد يخطب من فوق المنبر على رسم الملوك وفى خلال حديثه قال : اعلموا يا أهل طبرستان أنكم كنتم جماعة فى حراش الدنيا لا خبر عنكم ولا رغبة لأهل الأقاليم فى هذه الولاية أوطانكم فى حضن الغابات مع الوحوش والسباع ساكنين ولا تدرون عن عادات ورغد العيش ولين الملبس والمركب من الجياد العربية ولا علم لكم عن استخدام الطيب وأنا قد أوجدت لكم الراحة والرفاهية ومكارم الأخلاق وأنشأت المدن كى تكون محط رحال الأكابر والتجار ، وأحضرت لكم من الأماكن البعيدة النفائس والمشتهوات حتى أصبحتم من بين ذوى الذكر والمشهورين وجاءت مدنكم فى الاعتبار ، وقدمت نفسى لهذه الشفقة بالتأكيد لبلدكم أفلا أكون مستحقا للشكر والامتنان ، فهب الحاضرون فى المجلس من كل طرف بالدعاء ، والثناء ، والشكر ، والقبول ، إلا شهر خواستان لا قام ولا حرك لسانه وكان الإصفهبد يراقبه بعينه فلما لم يسمع منه كلاما قط ورأى الإنكار على أسارير جبينه ظاهرا فصاح به ما الأمر حتى سكت كسمكة وكأفعى ملتوية فقال شهر خواستان لبيك وقام وقبل الأرض وقال لو يمن على الملك بالحديث ، فقال بأن الحق لا يحبس وكان" شهر خواستان" قد أحضر معه عشرة خروار من الأمتعة فأحضرها عنده وكشفها وبعد ذلك قال لقائد القوات دمت ما دامت الدنيا باقية ، يا جماعة المجلس انتبهوا لى ساعة وتأملوا ماذا أعرض عليكم؟ وأخذ يتفقد ما بداخل الأجولة واحدة تلو الأخرى من المشروبات والملبوسات والمأكولات وبعد ذلك قال نحن معشر الناس كنا فى غنى عما يجلب إلينا من الولايات الأخرى ، والله تبارك

اسم الکتاب : تاريخ طبرستان المؤلف : بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست