responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ طبرستان المؤلف : بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار    الجزء : 1  صفحة : 89

الباب الثالث

فى خصائص وعجائب طبرستان

منذ قديم الأيام كانت دائما" طبرستان" موطنا ومعقلا وملجأ للأكاسرة والجبابرة ، وبسبب حصانتها المنيعة ووعورة مضايقها كانوا يرسلون إليها الخزائن والكنوز والذخائر ، وكل ملك كان يتغلب عليه عدوه ولا يجد له مكانا على وجه الأرض بين الأقاليم الأخرى كان يأتى لهذه الأرض كى يجد الأمن ويستريح من مكائد خصمه ، وكانت مملكة فريدة ولها ملك مستقل ولم يكن أهل طبرستان يحتاجون لشىء ما قط من الولايات الأخرى فكل ما هو موجود فى الدنيا المعمورة من لوازم الحياة موجود بها ، الكثير من الحشائش الغضة فى كل الفصول والأوقات ، مياهها صافية سائغة وبها أنواع من الخبز الطيب من القمح والأرز والجاورس ، وبها ألوان من لحوم الطيور والوحوش غير ما يوجد فى غيرها من الولايات ، وطعامها لذيذ وبها مشروبات سائغة ملونة من أصفر وأحمر وأبيض مثل الحلبة والورد وماء الورد وصفاؤها من تلك المشروبات ورقتها مثل دمع العاشقين ومثيرة للسرور والبهجة مثل وصل المعشوق ، لا تسبب السكر كصحبة الصالحين وهى مقوية ونافعة بدرجة كبيرة لا تسبب صداع السكر والخمور طيبة الرائحة مثل المسك الأذفر ، وشتاء طبرستان مثل خريف الأماكن الأخرى وصيفها مثل الربيع وجميع أراضيها رياض وبساتين بحيث لا تقع الأعين إلا على خضرة ، ومدنها وقراها متصلة ببعضها البعض وتسيل المياه المتدفقة منها من جوف الصخر فوق الجبال ، والفلاة نحو البحر وهواؤها معتدل ولطيف يهب من الشمال إلا أنها بسبب قربها من البحر تكثر بها البحيرات فيغلب عليها فى بعض الأوقات التلبد بالسحب والغيوم أكثر من الولايات الأخرى.

روى أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن بن عبد الحميد المراسكى القاضى عن أبى الحسن على بن محمد اليزدادى رحمه الله عن أبيه عن الشيوخ السالفين أنه كان يوجد رجل على حدود لمراسك يدعى شهرخوا ستان ابن زردستان وكان ذا مال ودواب وتجمل وكبر سن وحنكة وكان أبناؤه وبنو عمه أصحاب جاه والجميع شدوا

اسم الکتاب : تاريخ طبرستان المؤلف : بهاء الدين محمد بن حسن بن إسفنديار    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست