الملك المكرم ، فأقبل من المهجم عائدا إلى زبيد ، والرأسان ينقلان أمام هودجها ، إلى أن ركزهما قبالة الطاقة التي أسكنها بزبيد فيها. وأقامت أسماء بنت شهاب عند سعيد بن نجاح سنة كاملة في أسره. [٦].
أخبار مسير الملك المكرم عظيم العرب
سلطان أمير المؤمنين أحمد بن
علي بن محمد الصليحي من صنعاء
إلى زبيد لأخذ أمه أسماء بنت شهاب
من أسر سعيد الأحوال
قالوا : لما أعيت الحيلة في إيصال كتاب من أسماء إلى المكرم ، أو منه إليها ، احتالت أسماء وكتبت كتابا ، وجعلته في رغيف ، واحتالت في إيصاله إلى سائل ضعيف ، فأوصله إلى المكرم في شوال سنة ستين [١] وأربع مئة ، وهي [٢] تقول فيه : إني صرت حبلى من العبد الأحوال [٣٢] فإن أدركتني قبل أن أضع ، وإلا فهو العار الذي لا يزول [٣]. فلما وقف المكرم على الكتاب جمع الناس وأوقفهم عليه ، فضجوا بالبكاء وثارت الحفائظ وسار المكرم من صنعاء في ثلاثة آلاف فارس بعد ما حالفهم وخطبهم [٤] ، وحرضهم ، واستنصرهم. وكان فصيحا خطيبا شجاعا مشهورا بالثبات والإقدام ، ولم يكن في زمانه من يتعاطى رمحه وسيفه وقوسه وشدة قوته ، وعظيم خلقته. ولم يزل في كل منزل يخطب الناس ويقول لهم : (من كان
[١] في الأصل : سنة خمس وسبعين والتصحيح من عيون : ٧ / ٩٧.