فقبل يهوذا بعد أن عاهده أفطر بأنه لا يأتى إليه بحرب ثم رجع إلى بلاده ورجع يهوذا أيضا إلى أورشليم مكللا بالغلبة.

وبعد ذلك قام ديمتريوس سوتر بن سلفانوس من رومية وحارب أفطر فأنتصر عليه وقتله وقتل ابن عمه ليشاوس أيضا ونودى به ملكا لسورية. ثم سرح قائده نيكاتور إلى أورشليم وأمره بالقبض على يهوذا فأتى إليه بالخداع غير أنه اتفق معه أخيرا وإذ بلغ ديمتريوس ذلك كتب إلى نيكاتور مشددا بالقبض عليه وحينئذ جرت بينهما حرب فدارت الدائرة على نيكاتور فقتل وقتل ٥٠٠٠ من رجاله. وفى السنة الثانية أتى قائد من بلاد الروم اسمه نيكيروس بثلاثين ألف رجل لمحاربة يهوذا فقسم جيشه إلى قسمين وكان مع يهوذا ثمانمائة رجل ولما انتشب القتال انكسر نيكيروس فتتبعه يهوذا ولم يدر أن الفرقة الثانية كامنه له ولما وصل إلى قرب الكمين انتشب القتال أيضا فقتل من الفريقين جمع كثير وقتل يهوذا أيضا وذلك سنة ١٦١ ق. م فأخذه أخوته إلى قبر أبائه وولوا أخاه يوناثان عوضا عنه. ومضى ثوناثان بنفر قليل نحو الأردن فأتاه نيكيروس بعسكره ولما جن الليل خرج يوناثان بجيشه إلى معسكر نيكيروس وكسره وقبض على نيكيروس وإراد قتله فأقسم له أنه إذا عفا عنه يطلق جميع أسرى اليهود ولا يعود إلى محاربته فكان كذلك ثم مات يوناثان.

وتولى أخوه شمعون مكانه. ووجه ديمتريوس جيشا لمحاربته فخرج إليه شمعون وقسم جيشه فرقتين ولما قامت الحرب على قدم وساق أطبقت الفرقتان على جيش ديمتريوس وأهلكتاه ولم تبقيا منهم إلا نفرا قليلا ففروا هاربين.