responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 632

وكان الحسين من أشد المحافظين وأكثرهم تمسكا بما ورث من عقائد ، ولهذا كان لا يميل الى فكرة الدستور ولا يعترف في اعماقه بمبادئه التي تخول عامة الشعب شيئا من حقوق الحكم ، وكان الى جانب هذا يعتقد ان نظامه لا يتفق وما ورث من تقاليد تفصل بين الحاكمين والمحكومين.

وكان بحكم اقامته في الاستانة عرف الكثير من خفايا أصحاب الدستور واختلط ببعض شبابهم وشاهد شيئا من تهاون بعضهم بروح الدين فأثر ذلك في عقيدته السلبية نحو رجال الدستور.

وكان يعرف مبلغ الفوضى التي خلفت ظفر الدستوريين في الآستانة واتصل باضطرابات العناصر غير التركية فيها وماج مع المائجين لقضية العروبة واختلط بالداعين اليها باسم الاستقلال الذاتي وسمع منهم واعطاهم فأثر ذلك في توجيه وهيأه تهيئة كان لها أثرها فيما بعد وقد قيل انه كان شخصية لامعة في عاصمة الاتراك وكانت له حلقة واسعة من المعجبين [١].

واعتقد ان الاتحاديين لم يتح لهم امعان النظر في مصالحهم عندما فكروا في توجيه امارة مكة والا لكان الحسين آخر من يختارونه لها في ظرفهم العصيب وقد كانوا معذورين لان حكومتهم الجديدة لم تتركز بعد. كما ان الحسين من رجالات الاشراف في الاستانة الذين لا يسهل التغافل عنهم والتخطي الى غيرهم بالنسبة لامارة مكة.

وقد ذكر ان عبد الحميد كان لا يرى توليته ويشاركه في هذا أكثر البارزين من


[١] الملوك الهاشميون لجيمس موريس منشورات المكتب العالمي للتأليف والترجمة ص ٢١

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 632
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست