اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي الجزء : 1 صفحة : 499
من جورها ونهبها شيئا كثيرا وسجن قائد الحملة مفتي مكة عليا الصديقي ولم يطلقه حتى غرمه عشرين الف ريال واخذ كثيرا من اموال التجار ونهب دار الشريف مساعد في سفح اجياد وشرد من بقي من ذوي زيد في مكة [١].
ووقع حريق في دار السعادة نزل ذوي زيد فقيل انه من تدبير قائد الحملة ولكن صاحب خلاصة الكلام [٢] ينفي ذلك ويقول انه لم يثبت.
واستقر الامر للشريف عبد الله بن الحسين ولم يبد منه ما يدل على ظلمه وجوره ومما يذكر انه جيء اليه بعد ولايته باموال جزيلة جباها صاحب بيت المال من السيد احمد بن علي طبيلة المتوفي وكان من اعيان جدة وكان يملك اموالا وعقارا ومراكب بحرية عديدة وقيل له ان هذا نصيب الامارة من تركة المتوفي فرفض قبول الاموال وزجر حاملها اليه وتلا قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً)[٣].
ولم تمضي الايام حتى وافت انباء جديدة بان احمد بن سعيد بن زيد ، وقد تركناه يغادر مكة فرارا من المهاجمين قد اتصل ببعض العربان في وادي ليه وانه هاجم الطائف فاحتلها في ٢٤ منه فندب عبد الله بن الحسين بعض أقاربه من ذوي بركات على رأس حملة مشتركة من الاشراف والعربان وجنود ابي الذهب فلما علم احمد بدنوهم هرب من الطائف الى ثنية كرا [٤] وحشد في طريقه من استطاع من عرب بني سعد وثقيف فعسكر بهم في عرفة فخرج جند عبد الله بن