responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 485

فأمر عبيده بالقبض عليه ففر واصحابه ولاذوا بالبيت فلما احس سادتهم بذلك خفوا الى نجدة عبيدهم واوقعوا بالسيوف في عبيد الامير فرجع الامير الى داره واستحضر بعض العسكر ثم استأنف عودته الى البيت لمهاجمته ومن فيه من الاشراف [١]

وفي هذا ما يستحق الملاحظة لان الشريف محمدا وهو يعلم نفوذ البيوت الكبيرة من الاشراف في مكة واعتدادهم بحصانتها المقررة في قواعدهم القديمة كان يمكنه ان يلزم صاحب البيت باحضار القاتل دون ان يعرض مركزه لما لا يستطيع دفاعه ولكن حماس الشباب الذي لم يتركز بعد.

وقد اسعف الموقف في اللحظة الاخيرة بعض كبار الاشراف فيهم عبد المحسن العبدلي فاستطاعوا ان يثنوا الشريف محمدا عن مرماه وان يطفئوا الفتنة.

الا ان جذوتها ظلت تستعر في ما خفي من نفوسهم حتى عادت الى الاشتغال فتألب الاشراف على اختلاف بطونهم للدعوة ضده واجتمعوا على تأييد عمه مسعود ورأى مسعود ان الفرصة قد سنحت لضرب ابن أخيه ضربة قاضية فانسل هاربا الى الطائف وانسل في اعقابه بعض الاشراف وقد استطاعوا اجلاء حاكم الطائف والمناداة فيها بالثورة بعد ان استمالوا القبائل من ثقيف وقريش وغيرهم.

وعلم محمد بالامر فخرج في جيش من العساكر لملاقاتهم حتى اذا انتهى الى قرن المنازل [٢] بلغهم امره في الطائف فتركوا طبولهم تدوي في ضواحي الطائف ونيرانهم تشتعل ليوهموا طلائعه ببقائهم فيها ثم انسلوا من طريق آخر الى الثنية من طريق السيل ثم الى عرفة ليدخلوا مكة على غرة منه.


[١] خلاصة الكلام للسيد احمد زيني دحلان ١٨٥

[٢] هي قرية السيل الكبير بالقرب من الطائف

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 485
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست