اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي الجزء : 1 صفحة : 472
بالشريف سعيد فاغراه بعضهم بأخذ الامر عنوة ولكنه رأى ان لا فائدة ترجى من ذلك فترك مكة واتجه الى وادي فاطمة فاقام به وبذلك كان آخر عهده بامارة مكة بعد ان تولى امارتها ثلاث مرات كان مجموعها ست سنين وعشرة اشهر [١].
من اغنياء الهند : وفي اواخر عهد الشريف عبد الكريم وردت الى مكة صدقة لفقراء الحرمين من الهند قدرها خمسة لكوك [٢] وقد وزعت بينهم فنال مكة من ذلك خير كثير [٣] ولا ادري لم لم يفكر اغنياء الهند يومها في انفاق مثل هذا المبلغ الضخم في انشاء مشروع زراعي أو صناعي يعود على اهل البلاد بخيره الدائم. لاريب ان المسلمين لو فعلوا هذا في عهودهم لكان لمكة شأن غير شأنها اليوم.
سعيد للمرة الخامسة : وعلم سعيد بخروج عبد الكريم فجاء الى مكة واستقبل فيها في موكب حافل في اواخر ذي القعدة وأقبل اصحاب الحل والعقد من المتعبين بين مد السياسة وجزرها يمشون في موكبه مهنئين!! وبذلك تم الامر للشريف سعيد للمرة الخامسة [٤].
واقتنع عبد الكريم بما حدث وعاد يطلب من سعيد السماح له بالاقامة بالحميمة [٥] بالقرب من وادي مر فسمح له سعيد بذلك ثم رحل الى ديار حرب فأقام بها مدة ثم سافر الى مصر فاستمر بها الى ان توفي بالطاعون في سنة ١١٢٣ واستقر سعيد في إمارته بعد الذي عانى من الشدة ودام أمره نحوست سنوات.