responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 397

في ٨٥ مركبا مشحونا بالرجال والسلاح فتحمس أبو نمى للقائهم ونادى مناديه في أسواق مكة وبين القبائل بالجهاد العام فتطوع الأهلون كما تطوعت البادية فأعطاهم من السلاح ما يكفيهم وخرجوا في جيش جرار الى جدة حيث قابلوا العدو المغير وصدوه بقوة السلاح عن مينائهم وكان أبو نمى في الصفوف الأولى للمدافعين وقد رؤي لابسا درعه شاكي السلاح يتقدم المجاهدين [٢].

ويقص علينا الدحلان [٣] قصة لها دلالتها على تسامي الشريف أبي نمى وتعاظمه فقد ذكر أن تركيا من ولاة اليمن اسمه محمود باشا أوفد الى مصر من قبل الخليفة الى أبي نمى ببعض الهدايا فلما قابله لم يخرج ممنونا من نوع المقابلة فأسر ذلك في نفسه حتى ولاه الأتراك امارة الحج في عام ٩٥٨ فاغتنم الفرصة وتحرش بعسكر أبي نمى ونادى بسقوطه في أيام الموسم فصارت الفتنة بين قواته وعسكر أبي نمى في أيام منى.

واغتنم غوغاء البادية الفرصة فأوقعوا في الحجاج وبات الناس في أمر مريج وتعطل الكثير من مناسكهم ، وقد أدرك أبو نمى سوء العاقبة إذا ترك الغوغاء يوقعون بالحجاج ، فركب بنفسه لملاقاتهم وقد أثخن فيهم الجراح كما هزم عسكر محمود باشا فانطلقوا مبعدين عن مكة ، ولما عاد محمود باشا الى تركيا كتب الخليفة يعتذر عما حدث ويخبر أبا نمى أن محمود باشا لقي عقابه لديه.

واستمر أبو نمى على أمره في مكة الى سنة ٩٧٤ وكان قد بلغ به العمر فتنازل عن امارته لابنه الحسن وكتب بذلك إلى الخليفة العثماني فأقره.


[٢] خلاصة الكلام ٥٢.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست