responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 319

ويحدثنا الفاسي [١] ان هذه الفرقة عندما اعتزمت الرحيل الى مصر في عام ٧٦١ كان قد وصل الى مكة غيرها من عسكر الاتراك ليحلوا محل الفرقة القديمة.

واحلال فرقة جديدة في مكان فرقة قديمة تعطي دليلا على أن البلاد باتت من عام ٧٦٠ محتلة احتلالا عسكريا وانها أصبحت تابعة للمماليك تبعية مباشرة.

إلا أن أمر ذلك لم يدم طويلا لأن الأشراف ما لبثوا أن اشتبكوا معهم في عام ٧٦١ في غارة عظيمة انتهت باقصاء الفرقة وانهاء الاحتلال.

وذلك ان عسكريا من الترك سكن بيتا عند باب الصفا فطالبه بالأجرة صاحبه من الأشراف فرفض دفعها ولا بد أنه أبدى شيئا من العنجهية التي يبديها المحتلون في العادة فثار النزاع واشتد فضرب التركي الشريف فاشتد غضب الشريف فقتله فاجتمع الاتراك للثأر واجتمع الأشراف للدفاع فكانت الواقعة.

ووجد الأشراف خيلا للأتراك عند باب الصفا تنتظر أصحابها للسعي عليها فامتطوها ومضوا بها الى مستودع للترك بأجياد فاستولوا على ما فيه من سلاح وخيل ومضوا يحاصرون الاتراك حتى حصروهم وأوقعوا فيهم القتل فالتجؤوا بالمسجد الحرام وأغلقوا عليهم ابوابه ، واستجار قائدهم ببعض نساء الاشراف.

ولحق بعض الاشراف بالمحصورين في المسجد ولم يقتحموه عليهم بل ظلوا يرمونهم بالنشاب ويطالبونهم بالتسليم حتى سلموا أنفسهم وقبلوا أن يغادروا مكة دون ان يتخلف منهم احد وان لا يصطحبوا من عتادهم شيئا وان يكتفوا بما خف حمله من اموالهم ، وقتل في هذه الموقعة جماعة من الأشراف كان منهم


[١] شفاء الغرام ٢ / ٢٤٨

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست