responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 208

الأمراء كثيرا ما يختلفون مع القضاة أو يستبدون دونهم ببعض الأحكام ، وثمت وظائف أخرى أهمها صاحب الجند وصاحب المعونة وهو مساعد صاحب الجند ومتولي السوافي وهو يشرف على الأملاك الحكومية [١] وكاتب الأمير ولا يقل شأنه عن شأن الوزير في عهدنا [٢] والمحتسب وله النظر في الأسواق والمحافظة على الآداب العامة والاشراف على الموازين والمكاييل [٣].

الناحية العمرانية والاجتماعية : ولم يتقدم العمران في مكة بعد العهد الذي سبق لما نالها من الشدة التي أسلفنا عنها وأكاد أجزم أن القصور الشامخة التي أحدثها الثراء في مكة في العهد الأموي بدأ الخراب يتخللها في هذا العهد ولهذا فقد ظلت مكة لا تتعدى أوائل حدود المسفلة من جهة وقبيل الشبيكة من جهة أخرى أما حارة الباب فلم تنشأ الا في قرون متأخرة عند ما بني فيها باب مكة كما سنأتي على ذكره في حينه.

وشاع في هذا العهد لباس القباء في القصر العباسي وهو ما يشبه الثوب مفتوح الرقبة ولا يطول الا الى الركبة كان يتمنطق عليه الخليفة بمنطقة مرصعة بالجواهر ويتشح بعباءة أغلب ما تكون سوداء فانتقل هذا الزي الى مكة بصورة متواضعة بانتقال أولاد العباس الى امارتها وقلدتهم في ذلك المقربون من الكبراء أما العلماء ورجال القضاء فكانوا يلبسون العمامة والطيلسان [٤] وكانت قلانسهم تحت العمامة طويلة مخروطة الشكل [٥] وهو لباس ظل شائعا في هذه الطبقة في


[١] الكامل لابن الاثير ٨ / ٧٧

[٢] راجع مقدمة ابن خلدون ص ٢١٥.

[٣] تحفة الامراء في تاريخ الوزراء ص ١٥٦

[٤] الطيلسان كساء يتوشح به المشائخ

[٥] الاسلام السياسي للدكتور حسن ابراهيم ٣ / ٤٤٢

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست