responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 188

في العهد العباسي الثاني

تمهيد : رأينا في فصل سابق ان عهد الخليفة الواثق سنة ٢٢٧ كان نقطة تحول انتقل فيها تاريخ العباسيين من عصره الذهبي الى عصر الانقسام والفتن ، والمطلع على حقائق التاريخ يعلم ان اعتماد المعتصم قبل الواثق على اخواله من الاتراك واسناد المناصب العالية اليهم طبع الدولة من جديد بطابع الاتراك ومهد لاصحاب الطموح منهم سبيلهم الى السيطرة فلما تولى الامر الواثق سنة ٢٢٧ كان نفوذهم قد شمل الدولة وبدءوا ينصبون من شاءوا من الخلفاء ويعزلون من شاءوا [١].

وظل الامر على ذلك مدة المنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي والمقتدر. بل تطورت الحوادث بمرور الايام حتى زادت الفتن في عهد المقتدر ، وتدخل في شؤون الدولة نساء القصر وخدمه [٢] وقد وصف البيروني في الاثار الباقية «ص ١٣٢» الخليفة في عهده عام ٤٤٠ فقال : انه كان رئيسا للاسلام لا ملكا ، ثم خرج عليه مؤنس الخادم ونادى بسقوطه فبويع القاهر بالله في سنة ٣٢٠ فما لبث ان ثار الجند وزادت الفوضى [٣].

ولاة مكة في هذا العهد : في ثنايا هذا الوهن الذي دب في جسم الخلافة ببغداد كانت مكة لا تزال محكومة للعباسيين او ان شئت لاصحاب النفوذ من الاتراك في البلاط العباسي وقد تولى امارتها بعد خلافة الواثق علي بن عيسى بن جعفر العباسي في سنة ٢٣٢ ثم عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى العباسي


[١] الطبري ١١ / ٨ فما بعدها

[٢] تجارب الامم لابن مسكويه ١ / ٣ فما بعدها الفخري ص ٢٣٥.

[٣] ابن الاثير ٨ / ٩

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست