responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 155

٤ ـ انغماس بعضهم في الترف وذهابه بلذائذ الحياة التي اختصوا أنفسهم ومن حولهم بها وانصرافه الى المجون واللهو وأنواع من المنادمة مما جعل المحافظين والمتمسكين في كل مصر يشددون النكير عليهم قد سئل أحد شيوخ بني أمية عن سبب زوال الملك عنهم فقال : إنا شغلنا بلذاتنا عن تفقد ما كان تفقده يلزمنا ... الخ [١]

وقال العباس لأخيه بشر بن الوليد : إني أظن أن الله قد أذن في هلاككم يا بني مروان ثم تمثل :

إني أعيذكم بالله من فتن

مثل الجبال تسامى ثم تندفع

إن البرية قد ملت سياستكم

فاستمسكو بعمود الدين وارتدعوا

لا تلحمنّ ذئاب الناس انفسكم

إن الذئاب إذا ما ألحمت رتعوا

لا تبقرنّ بأيديكم بطونكم

فثمة حسرة تغني ولا جزع [٢]

٥ ـ اهانة المسلمين في أعمق شعورهم بتجاوزهم الى ضرب الكعبة بالمنجنيق واستباحة المدينة للأجناد ثلاثة ايام واستعمال أشد أعمال القسوة والعنف في قتال الحسين وقتله ، وأني وان كنت قد استبعدت الملابسات خاصة فيما بحثت أن يتعمد الأمويون اصابة الكعبة ولكن الشعور العام اذا أثير لا يطمئن الى الفلسفة ولا يستمع الى مثل مبرراتي.

من جميع ما تقدم يتلخص لدينا أن البواعث العاملة في سقوط الأمويين كانت


[١] مروج الذهب ج ٢ ص ١٩٤

[٢] الكامل لأبن الأثير ج ٤ ص ٢٦٦

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست