responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 142

أكثر أمصار الاسلام وقد ساعد الأمويون على هذا التوجيه بما يسروه لهم من الأسباب حتى خلف الخلف الذي ورث العيش من جوانبه السهلة وألف الاعطيات والصدقات واتكل على ما ينتجه غيره في أمصار أخرى ونسي أن له حقوقا في السياسة العامة والحكم.

ولو جاز لي أن أستبق الحوادث لقلت ان هذا التوجيه الأموي في هذا البلد قلده جميع الحكومات الاسلامية التي تعاقبت على حكم هذا البلد أو الاشراف عليه فقد كانوا بالتتابع يغدقون عطاياهم على الحجازيين ليعيشوا مشغولين بهذه المنح لاهين عن جد الحياة لا هم لهم إلا أن يأكلوا ويطربوا أو يزهدوا فيدعوا لخليفة المسلمين بالنصر ، ولو أرادوا الاخلاص فيما كانوا يمنحون لأبدلوا هذه العطايا بدور علمية يبنونها وأرض موات يحيونها وبيوت صناعية ينشئونها ولكنهم كانوا مغرضين ففي ذمة التاريخ ما ورثنا من تواكل وما نشأنا عليه من فقر وما تعلمناه من استجداء الحجاج والزوار وما فقدناه في تضاعيف ذلك من رجولة وما ضيعناه من مجد نحن اولى المسلمين بتراثه وأحقهم بحقه.

الناحية العمرانية : ينقل القطبي في الاعلام عن الفاكهي أن من آثار النبي مسجدا بأعلى مكة عند بئر جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل ثم يقول : وكان الناس لا يتجاوزون في منازلهم في قديم الزمان هذا البئر ، وما فوق ذلك خال من الناس وفي ذلك يقول عمر بن أبي ربيعة :

نزلت بمكة من قبائل نوفل

ونزلت خلف البئر أبعد منزل

حذرا عليها من مقالة كاشح

ذرب اللسان يقول ما لم يفعل

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست