responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 137

سمرن يقلن ألا ليتنا

نرى ليلنا دائما أشهرا

ويغفل ذا الناس عن لهونا

ونسمره كله مقمرا

غفلن عن الليل حتى بدت

تباشير من واضح أشقرا

وقمن يعفين آثارهن

بأكسية الخز أن تقفرا

وقمن يقلن لو ان النهار

مدّ له الليل فاستأخرا

لا أعتقد أنهن كن فاجرات في سمرهن أو فاسدات في تعرضهن للشعراء ولكنهن كن ساخرات بالحياة عابثات بها وكن مرحات يستذوقن الجمال ويستمرئن الهوى في حدوده التي رسمتها بيئة عصرهن [١]مضت لوثة هذا التظرف حتى اتصلت بمواقف الحج من المشاعر فنحن نرى المسعودي ينقل الينا ما يقوله أحد الحجاج من الشعراء :

يا حبذا الموسم من موقف

وحبدا الكعبة من مسجد

وحبذا اللاتي يزاحمننا

عند استلام الحجر الأسود

فيغضب والي مكة خالد بن عبد الله القسري ويأمر بمنع اختلاط النساء بالرجال في المطاف ، ونسمع المغنين يرددون لنا بيت العرجي المشهور :

من اللائي لم يحججن يبغين حسبة

ولكن ليقتلن البريء المغفلا

وتضيف الروايات التاريخية إلى هذا أن بعض فقهاء الحجاز أدركتهم هذه اللوثة من التظرف وتقول انهم كانوا أرق شعورا وأكثر تسامحا من غيرهم وأن


[١] راجع الأغاني ١ / ١٠٥ وما بعدها.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست