responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 122

ولا تمكن من رقبتك يلعب بها غلمان بني أمية قال : فدنا منها فقبل رأسها وقال هذا والله رأيي ولكنني أحببت أن أعلم رأيك فانظري يا أماه فاني مقتول في يومي هذا ، فقالت : أخرج يا بني حتى انظر ما يصير اليه أمرك.

إلى هذا الحد نستطيع أن نكبر في السيدة أسماء شجاعتها وثبات عزمها أما الشطر الآتي من القصة فانه يتجاوز عن اكبارنا آلاف المراحل لأن ما سنسمعه لا يوصف بالعزم ولا بالثبات والشجاعة انما هو شيء أرقى من هذا وأكبر.

ـ وما هذا الدرع الذي تلبسه يا عبد الله .. إنه لباس الرجل الذي لا يريد الشهادة.

ـ إنما لبسته لأطيب خاطرك واسكن قلبك.

ـ لا .. ولكن أنزعه .. أنزعه يا عبد الله.

إنها تقول أنزعه كأني بالتاريخ يتحدى معجمات اللغة لتعطيه كلمة تؤدي

معنى هذه الجرأة الفذة اداء صحيحا فلا تستطيع.

هذه الشجاعة أو بالأصح هذه المعاني التي تسمو على الشجاعة عشرات المرات كانت مسؤولة الى حد كببر عن المأساة في تفاصيلها وضحاياها وما نال لكعبة منها.

نهاية ابن الزبير : مضى ابن الزبير على اثر هذا فصلى الفجر في ثبات المطمئن ثم حث الأقلية الباقية حوله على الصبر وبادر القتال بحملات قوية كشف فيها نحو خمسمائة فارس وراجل عن باب المسجد حتى أعادهم الى الحجون فأصابته آجرة في وجهه ففلقت رأسه فلما وجد سخونة الدم تمثل :

ولسنا على الأعقاب تدمي كلومنا

ولكن على أقدامنا تقطر الدما

ثم أغمي عليه وسقط على الأرض فأسرعوا إليه فقتلوه وبقتله رضي‌الله‌عنه

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست