responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 115

أمية فسار في بعض الطريق فلقيه بعض بني أمية في خلق كثير وأثنوه عن أمره ، وقالوا أنت كبير قريش ، وخالد بن يزيد غلام وعبد الله بن الزبير كهل ، وانما يقرع الحديد بالحديد فلا تناوئه بهذا الغلام وارم بنحرك في نحوه ونحن نبايعك أبسط يدك فبسط يده فبايعوه بالجابية في ٣ ذي القعدة عام ٦٤.

ثم سار بمن معه نحو أنصار ابن الزبير من أهل الشام وعلى رأسهم الضحاك بن قيس فنشب القتال بينهم عنيفا قليل المثال فقتل الضحاك وتفرق أصحابه وذلك في أواخر ذي الحجة من عام ٦٤ وبذلك استقر الأمر لبني أمية في الشام وتمت البيعة فيه لمروان بن الحكم بينما استقر الأمر في بقية الأمصار لابن الزبير وبويع فيها خليفة على المسلمين [١].

العصبية اليمنية القيسية : وإذا راق لنا أن نتتبع أسباب الخلاف في بلاد الشام بين أنصار ابن الزبير وأنصار بني أمية فسيبدولنا الأمر أغزر مما يتراءى بين الأموية والزبيرية فالمعروف أن بلاد الشام كانت تنزلها سلالات هاجرت أصولها القديمة من اليمن قبل الاسلام بعهود طويلة فطال استيطانها ثم ما لبثت أن طرأت عليها مع الفتح الاسلامي قبائل حجازية شاركتها الاستيطان وقد عرفوا باسم العدنانيين أو النزاريين ثم غلب عليهم اسم القيسيين.

وقد تكاثر اليمنيون والقيسيون فعموا بلاد الشام بما فيها الأردن وفلسطين.

ولا نشك في أن اليمنيين كانوا يتيهون على القيسيين بأصولهم فقد كانوا في احد أدوار التاريخ سادة الجزيرة العربية وكان الخزاعيون حكام مكة قبل قريش من اليمن كما كان الأوس والخزرج في المدينة يمنيين مثلهم كما لا نشك أن القيسيين وهم سلالة الفاتحين في صدر الإسلام يتيهون على اليمنين بأنهم هداة


[١] الآداب السلطانية للفخري ١٦٤.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست