responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 11

ولست بهذا أريد أن أغمط جهود هؤلاء المؤلفين أو أنكرها عليهم وهي ثابتة في ما خلفوه لنا من ذخائر نفيسة ، ولكني أريد أن أشير الى ما قلته عن الوعي العام الذي كان لا يعنى بما نعنى به اليوم من أبواب التاريخ.

أما نواحينا العمرانية والاجتماعية والعلمية والأدبية والفنية فتلك بحوث لا نجد لها ترتيبا يصح اعتماده والأخذ به لأن الوعي الذي ذكرت كان لا يأبه بتبويبه أو تنظيمه على أنه كان لا يرفض أن يصادفه ذلك في سياق أو مناسبة أو قصة يراد بها التسلية والترفيه أكثر مما يراد بها البحث والتسجيل.

إذن فنحن لا نستطيع أن نكتب عن تاريخ مكة كتابة ترضي جيلنا لأن ما نملكه من مصادر لا يصح اعتماده إلا في الأبواب التي كان يعنى بها أسلافنا.

قد نجد في خزائن التراث الإسلامي مطولات لا علاقة لها بمكة ولكن آفاقها الواسعة وفنونها المتنوعة تسوقها أحيانا إلى الاستطراد في شيء هام له علاقته بمكة فإذا استطاع المطلع أن يقتنص الاستطرادات من هذا النوع فإنه سيستنتج مادة لها قيمتها في الكتابة عن تاريخ مكة ولا يتيسر هذا إلا لمتفرغ يقضي سني حياته في القراءة واقتناص ما يصادفه فيها.

لهذا كان من رأيي أن يخدم التاريخ في مكة لجنة تعينها الحكومة وتهيء لها وسائل الاطلاع بصورة واسعة المدى.

مثل هذه اللجنة تستطيع أن تكرس جهودها إلى أعوام طويلة في مطالعة كل ما يصادفها من ألوان الكتب واقتناص جميع ما يفيد موضوعاتها حتى إذا اجتمع لديها في كل باب من أبواب التاريخ ذخيرة صالحة استطاعت تنظيمه وتبويبه وتكليف كل عضو بكتابة ما تخصص فيه.

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست