responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 106

هذه الأثناء في مكة وانه وابن عباس لقيا الحسين في منصرفه من المدينة فعرفا منه الخبر ثم مضيا الى المدينة فبايعا [١].

ثورة الحسين وقتله : واجتمع الناس على الحسين بوصوله الى مكة وعقدوا مجالسهم حوله يستمعون اليه وتوافدت اليه رسل الشيعة من العراق يحملون اليه كتبا من أعيانهم يطلبون اليه فيها أن يبادر بالذهاب اليهم : «انه ليس علينا امام فأقدم علينا لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى» فبعث إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل ليتبين الحقيقة فلما انتهى مسلم الى الكوفة التف حوله خلق كثير فاغتر بما شاهد وأرسل الى مكة يستحث الحسين في القدوم.

ويعجبني رأي ابن عباس في هذا الموقف : «ان كانوا دعوك وعليهم أمير قاهر تجبى عما له بلادهم فانهم انما دعوك للحرب والقتال ولا آمن عليهم أن يتركوك» فقد كان رأيا يرمي الى البعيد من حقائق الأمور وينظر إلى الحياة نظرة المفكر المجرب. وأشار على الحسين غير ابن عباس بمثل هذا الرأي ولكن الكائن في غيب الله هو الكائن.

جهز الحسين أتباعه في مكة وهم لم يتجاوزوا الثمانين ومضى بهم في طريقه الى الكوفة فما انتهى الى قربها حتى وافته الأنباء بأن الخليفة انتدب من أدب الكوفة واشتد على الشيعة فيها حتى تفرقوا عن مسلم بن عقيل ، وأن مسلم بن عقيل قد قتل ، فهال الحسين ذلك فهم بالرجوع الا أن اخوة مسلم أبوا عليه ذلك حتى يأخذوا ثأر أخيهم أو يقتلوا دونه وقد قتلوا دونه في أول خطوة عرجوا فيها إلى كربلاء ليعدوا صفوفهم لأن جيوش يزيد مالت عليهم وأبادتهم عن


[١] راجع الكامل ٣ / ٢٥٩ ـ ٢٨٦ واليعقوبي ٢ / ٢٨٨ وما بعدها

اسم الکتاب : تأريخ مكّة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع والعمران المؤلف : أحمد السباعي    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست