responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الواسطة في معرفة أحوال مالطة ، كشف المخبّا عن فنون أوروبّة المؤلف : أحمد فارس الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 89

في موسيقى أهل مالطة وغيرهم

الموسيقى : تعريفها ، ضوابطها عند القدماء

قبل الدخول في هذا الباب الحرج ينبغي أن أستاذن أصحاب أهل الفن في التطفّل على هذا النحو ، وإن كنت لا أعدّ من جملتهم غير أني علمت منه ما يمكنني أن أعرف المستقيم منه من غير المستقيم ؛ فأقول قال بعض الفلاسفة : إن فن الموسيقى فضلة من المنطق أخرجها العقل بالصوت ؛ لما لم يمكن إخراجها بالقياس. فمن أول المنطق بالاصطلاحي قال : معناه أن أركان هذا الفن ذهنية بناء على أن المتقدّمين كانوا يتعاطونه بالسماع والذوق فيرسم السامع ما يسمعه من الأصوات في مخيّلته وذاكرته دون مشاهدته لدلائله ، وهكذا يتلقّاه التلميذ عن معلّمه بالترسّم عن ظهر القلب والاتباع مع الملكة التي ترسّخ في مخيلته تلك الترجيعات ، ولهذا كان المعوّل عليه في تحصيل هذا الفن ملكة الذوق.

موسيقى الإفرنج الآن

أمّا الإفرنج فقد جعلوا الآن ترجيع الصوت وإيقاعه داخلا تحت حسّ المشاهدة ؛ فدلّوا عليه بنقوش ورسوم معلومة كما دلّت الحروف على المعاني ، فلم يكن تحصيله متوقّفا على ذاكرة وعظيم معاناة كما في السابق ، فمن كان منهم عارفا بمخارج النغم ، ورأى تلك العلامات أمكن له أن يخرج عليها أي صوت كان من دون أن تتقدّم له سابقة فيه وإذا اجتمع منهم عشرون رجلا وكانت أمامهم تلك النقوش رأيت منهم متابعة واحدة.

اسم الکتاب : الواسطة في معرفة أحوال مالطة ، كشف المخبّا عن فنون أوروبّة المؤلف : أحمد فارس الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست