إن شاء الله تعالى ، واستمر بنا السير متصل الأعمال ، غير مخفق المساعي والآمال ، إلى بلوغ الشمس من غاية الرفعة المآرب ، غير منهبطة في المشارق ولا منحدرة في المغارب ، فوصلنا حينئذ إلى المنزل المبارك بظاهر قرية الأثارب [٢] ، ثم بتنا بها ليلة الأربعاء خامس شهر شوال ، نقاسي كرب تلك الأحوال ، ونعاني خطوب هاتيك الأهوال ، ونعالج شدّة الأشواق ، ونتوجّع من ألم الفراق ، ونطارح ذوات الأطواق ، وننشد قول أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان في نحو هذا الشأن : [من الطويل]