وكانت لكل ولاية من الولايات العباسية بيت المال ـ كما أشرنا ـ وتتولى الولاية ـ جميع نفقاتها من إيراداتها الخاصة ، وإرسال فائض الأموال إلى بيت المال المركزى فى بغداد ، وكانت هذه الأموال ترسل كما أوضح الجهشيارى [١] نقدا عينا ، والكتب المتعلقة بالشئون المالية تعرض على صاحب ديوان المال قبل إرسالها إلى الديوان الأخرى ، واعتبر توقيع صاحب بيت المال على الصكوك والأوامر المالية من الأمور اللازمة لصحتها [٢].
عنى الخلفاء العباسيون عناية كبيرة بديوان بيت المال ، فحرص المنصور على وجود احتياطى فى بيت المال ، يفيد الدولة فيما عسى أن تتعرض له من طوارئ ، وخصص مكانا فى بغداد لبيت المال يقع إلى جوار قصر باب الذهب فى وسط بغداد [٣] وعين عليه الفرج بن فضاله التنوخى [٤].
ظل بيت المال يتضمن فائضا سنويا حتى ولى الرشيد الخلافة ، فأسند الإشراف على بيت المال إلى جعفر بن يحيى البرمكى ، فازدادت إيراداته بشكل ملحوظ ، فلما استخلف الأمين ونشبت الحرب بينه وبين المأمون استنقذ خزانة الدولة فى إرضاء أنصاره ، وفى الدفاع عن بغداد ، وظل بيت المال يعانى عجزا فى إيراداته حتى أستقرت خلافة المأمون ، ولما اختط المعتصم سامرا نقل إليها بيت المال.
ديوان النفقات :
اختص ديوان النفقات بالإشراف على نفقات الخلافة واحتياجاتها ، ويشترط على رئيسها أن يكون على دراية تامة بالحساب والمكاييل والموازين والأسعار ، وقد أشرف هذا الديوان على صرف استحقاقات رجال البلاط ، ومحاسبة التجار الذين