responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 235

قلت : فضل زياد في المكانة التي حازها أعظم من فضل جميعهم ، لأنّ معاوية أموي ، وعمرو بن العاص سهمي ، والمغيرة ثقفي ، فأما زياد فهو ابن سمية ... وإنما :

نفس عصام سوّدت عصاما

[الحجاج بن يوسف الثقفي]

ومن أشهر المولودين بديار الطائف الحجّاج بن يوسف الثقفي ، الذي صار اسمه رمزا للظلم وسفك الدماء ، فإذا قيل : سفّاك دماء ، قيل : حجاج ، قيل : إنه قتل أكثر من مئة ألف صبرا ، وسمعوه يقول عند الموت : ربّ اغفر لي ، فإنّ النّاس يزعمون أنّك لا تغفر لي.

قال الذهبي في كتاب «دول الإسلام» : إنّه كان شجاعا مهيبا جبارا عنيدا ، ومخازيه كثيرة ، إلا أنّه كان عالما ، فصيحا ، مفوّها ، مجوّدا للقرآن [١].

وقال : إنّه قتل الإمام المفسّر سعيد بن جبير ظلما ، فما أمهله الله بعده ، فهلك في رمضان سنة خمس وتسعين ، وله ثلاث وخمسون سنة.

وقرأت في محلّ آخر أنّه عاش خمسا وخمسين سنة.

وقال ابن خلّكان : إنّه كان عمره ثلاثا وخمسين ، وقيل : أربعا وخمسين ، وهو الأصح ، وروى ابن خلكان أنه كان ينشد في مرض موته هذين البيتين لعبيد بن سفيان العكلي [٢] :

يا ربّ قد حلف الأعداء واجتهدوا

أيمانهم أننّي من ساكني النّار

أيحلفون على عمياء ويحهم

ما ظنّهم بعظيم العفو غفّار


[١] [انظر أخباره في كتاب «الحجاج بن يوسف الثقفي» للدكتور إحسان صدقي العمد].

[٢] [«وفيات الأعيان» (٢ : ٥٣)].

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست