responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 102

شغف بعض ملوك الإسلام بالعمران

١ ـ مثال منه : أثار عبد الرحمن الناصر الأموي في الأندلس

أردنا أن نردف أخبار أبطال العمارة ، وصناديد البناء والتشييد ، وكفاة الشبع والري من مسلمي المشرق ، بأخبار بعض أقرانهم من مسلمي المغرب ، ليعلم النّاس أنّ الإسلام أنجب ملوكا وسلاطين ، كانوا يحتفلون بالعمران ، ويعمّرون القفار ، ويرتّبون من أمور المدنية ما يرتبه الإفرنج اليوم ، وما لم يكونوا يحسنون مثله في تلك القرون ، التي كان المسلمون فيها هم الأعلون في كّل شيء.

فمن هؤلاء في المغرب الخليفة عبد الرحمن الثالث ، الملقب بالناصر الأموي ، ولست بمتعرّض الآن إلى ذكر خلافته التي استمرت خمسين سنة ، ومغازيه في بلاد الإفرنج ، ومآثره الباهرة التي اتفقت عليها تواريخ الشرق والغرب [١] ، ولكنّي أريد أن أذكر من علو همته في البنيان من تتحيّر به العقول.

ذلك أنه بنى قصر الزهراء بقرطبة ، فكان طول هذا القصر من الشرق إلى الغرب ألفين وسبعمئة ذراع ، أي نحو كيلو مترين ، وعرضه من الشمال إلى الجنوب ألفا وخمسمئة ذراع ، أي نحو كيلو متر ، وكان في الزهراء أربعة آلاف وثلاثمئة سارية ، وكان فيها ما يزيد على خمسة عشر


[١] [انظر سيرته في كتاب «عبد الرحمن الناصر» للأستاذ علي أدهم من سلسلة «أعلام العرب»].

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست