responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 101

والأوساخ ، ووجدوا القني مقطّعة ، والآبار معطّلة ، والقصور غير مشيّدة ، والقناطر مهدّمة مبعثرة.

ونحن وجدنا هذه المرة في تسيارنا في جبال الحجاز ـ فضلا عما نعرف من غيرها من بلداننا ـ من آثار العمران الدارسة ، والسدود الداثرة ، والقنوات المنقورة في الصخور ، المنقطعة عنها المياه الجارية ، ما لا يكاد يأخذه الإحصاء ، ورأينا منها شيئا كثيرا ليس ترميمه بالأمر المعجز ، مع شدة ضرورته ، وقضينا العجب من إهمال الولاة الغابرين إياه ، وتهاونهم بعمارة البلاد إلى هذا الحد ، كأنّ البلاد بلاد أعدائهم [١].

فمن أجل ذلك فسحنا مكانا واسعا في كتابنا هذا لابن كريز ، وزبيدة العباسية ، والوزير الموصلي جمال الدين الجواد ، ومن في ضربهم من رجالات العمران ، وبناة المدنية ، ونمثلها لهم بقول المعري :

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم

بعد الممات جمال الكتب والسّير

وإذا كان قد جرى ذكر المنازل في الفلوات ، فسنأتي على أخبار أخرى لطيفة من هذا الموضوع ، لا تضيق بها رسالة «الارتسامات اللطاف» بل تكون بالعكس وشيا لطرازها.


[١] وقد حبّس المسلمون المتقدمون على الحرمين الشريفين من الأوقاف الكثيرة في كلّ قطر ما يكفي لجعل الحجاز أعظم بلاد الله عمرانا ، وقد أكل المسلمون أكثر تلك الأوقاف ، ولا يزال المعروف منها يكفي لعمران الحجاز ، ولكن يحول دون وصوله حكامهم الظالمون ، وأعداؤهم الكافرون ، الذين استولوا على أكثر بلاد المسلمين.

اسم الکتاب : الرّحلة الحجازيّة المؤلف : الأمير شكيب أرسلان    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست