اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر الجزء : 1 صفحة : 363
ماله [١] ، وهو الحاج موسى ، وكان أولا مشارف مطبخ الملك الصالح ، فقرب منه ، وكان واليا للشقيف من قبله ، وكان معه معتمد يقال له «الشهاب أحمد الشقيفي».
فلما علم من بالحصن أن الملك الصالح قد عزم على تسليمه للداوية ، أجمعوا رأيهم على عدم تسليمه للفرنج ، وعصوا به ، وكاتبوا الملك الناصر داود بن الملك المعظم صاحب الكرك ، فسيّر إليهم من بعض أصحابه رجلا يقال له فخر الدين العبيداني يصعد إلى القلعة ، ونادوا بشعار الملك الناصر صاحب الكرك.
فلمّا تحقق الملك الصالح إسماعيل ابن الملك العادل صاحب دمشق! إذ ذاك حميتهم للمسلمين ، وانتصارهم للدين [٢] ، خرج بعساكره ، ونازل الحصن وضايقهم حتى أخذه. وطلبوا الأمان منه ، وقالوا : أنت أمرتنا أن نسلمه للفرنج ، ونحن نسلمه إليك ، وأنت تفعل فيه ما تختار فتسلّمه للداوية» [٣].
٣ ـ الشقيف [٦٥٨ ه / ١٢٥٩ م]
يتحدّث شافع بن علي المتوفى سنة ٧٣٠ ه عن مهاجمة السلطان بيبرس لقلعتي الشقيف القديمة والمستحدثة ، فيقول : «وأحاط بقلعتي الشقيف القديمة والمستحدثة ، العساكر ، وشرع في القتال ، وحصل الاجتهاد ، ولمّا
[١] ما لم يقدر عليه الكفر ، تقوم به أزلامه باسم الدين والإسلام. فهذه حالهم ولا نزال!
[٢] فإذا تحقّق من حميتهم للمسلمين ، وانتصارهم للدين؟ فكيف يبرّر حربه لهم؟ وهل هو لم يكن متحققا من ذلك سابقا عندما قتل زعيمهم؟.
[٣] الأعلاق الخطيرة : ج ٢ ، ص ١٥٥ ، ١٥٦ ، ٢٣٤ ، تاريخ الإسلام (٦٤١ ـ ٦٥٠) ص ١٠ ، طبقات الشافعية : ج ٨ ، ص ٢١٠ ، ٢٤٣ ، البداية والنهاية : ج ١٣ ، ص ١٨١.
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر الجزء : 1 صفحة : 363