responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 328

راجعة إلى بابين : أحدهما في البر ، والآخر في البحر ، وهو يحيط بها إلا من جهة واحدة ، فالذي في البر يفضى إليه بعد ولوج ثلاثة أبواب أو أربعة ، كلها في ستائر مشيّدة محيطة بالباب ، وأمّا الذي في البحر فهو مدخل بين برجين مشيدين إلى ميناء ليس في البلاد البحرية أعجب وضعا منها ، يحيط بها سور المدينة من ثلاثة جوانب ، ويحدق بها من الجانب الآخر جدار معقود بالجص. فالسفن تدخل تحت السور وترسو فيها ، وتعترض بين البرجين المذكورين سلسلة عظيمة تمنع عند اعتراضها الداخل والخارج ، فلا مجال للمراكب إلّا عند إزالتها ، وعلى ذلك الباب حرّاس وأمناء ، لا يدخل الداخل ولا يخرج الخارج إلّا على أعينهم ، فشأن هذه الميناء شأن عجيب في حسن الوضع ، ولعكة مثلها في الوضع والصفة لكنها لا تحمل السفن الكبار حمل تلك ، وإنّما ترسو خارجها والمراكب الصغار تدخل إليها ، فالصورية أكمل وأجمل وأحفل» [١].

ب ـ عرس نصراني في صور

يقول : «ومن مشاهد زخارف الدنيا المحدّث بها زفاف عروس شاهدناه في أحد الأيام عند مينائها ، وقد احتفل لذلك جميع النصارى رجالا ونساء ، واصطفوا سماطين عند باب العروس المهداة ، والبوقات تضرب والمزامير وجميع الآلات اللهوية ، حتّى خرجت تتهادى بين رجلين يمسكانها من يمين وشمال ، كأنهما من ذوي أرحامها ، وهي في أبهى زي ، وأفخر لباس ، تسحب أذيال الحرير المذهب سحبا على الهيئة المعهودة من لباسهم ، وعلى رأسها عصابة ذهب قد صفّت بشبكة ذهب منسوجة ، وعلى لبتها مثل ذلك منتظم ، وهي رافلة في حلّها وحللها ، تمشي فترا في فتر مشي الحمامة ، أو


[١] رحلة ابن جبير : ص ٢٧٧ ، ٢٧٨.

اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست